من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب «لكل مقام مقال»

السبت 04 أيار , 2019 02:37 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف في مجتمعاتنا، وأصبح بعضنا يبرر ذلك بحجة أنه صريح، أو يتكلم بطبيعته، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق، والحقيقة أن هناك فرق كبير جداً بين النفاق ومراعاة مشاعر الآخرين، وبين الصراحة والوقاحة.

• فيقال للمريض "معافى" 
• وللأعمى "بصير"
• وللأعور "كريم العين" 
كان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران، فسأل وزيره الفضل بن الربيع : ما هذه ؟فأجابه الوزير : عروق الرماح يا أمير المؤمنين، لماذا لم يقل له : إنها الخيزران ؟
لأن أم هارون الرشيد كان اسمها "الخيزران" فالوزير يعرف من يخاطب؛ فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة.

وأحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار : ما جمع مسواك ؟ فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين).
فلم يقل الولد : (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه، وحَلّى طِباعه.

وخرج سيدنا عمر رضي الله عنه يتفقد المدينة ليلا، فرأى نارا موقدة، فوقف وقال: يا أهل الضَّوء، وكره أن يقول : يا أهل النَّار. 

ولما سُئِل العباس رضي الله عنه: أنت أكبر أم رسول اللهﷺ ؟
فأجاب العباس قائلا : (هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله).
إجابة في قمة الأدب لِمَقام رسول الله ﷺ


يجب أن نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيطا رفيعا اسمه (الأسلوب) و أن نعير اهتمامنا لهذا الجانب من الخلق والأدب في الإجابة، حتى نضمن جيلاً "راقياً" في فنون الإجابة .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل