الثبات ـ ثقافة
تختلف طقوس الاحتفال في العالم العربي بأعياد الربيع، أو ما يطلق عليه "شم النسيم" في مصر والنيروز في بعض الدول الأخرى، والتي لم تقتصر على مصر فقط، خاصة أن بعض الروايات تعيد تاريخ الاحتفال إلى عهد الفراعنة، وهذه جولة على عدة دول عربية في عيد الربيع وشم النسيم :
في مصر: تتعدد ظواهر الاحتفال في العصر الحالي، حيث يحرص المصريون على تناول "الفسيخ"، و"الرنجة"، فيما تتناول بعض المناطق داخل الجمهورية " البيض الملون" وهي عادات تشير العديد من المصادر لارتباطها بالمصري القديم، كما تحرص العائلات في ذلك اليوم وهو "عطلة رسمية" إلى الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات والمسطحات المائية، وتقدم القرى السياحية والمنتجعات عروضا وحفلات كبيرة في يوم شم النسيم، يرجع هذا الاحتفال إلى ما يقرب من 5 آلاف عام تقريبا، وبالتحديد بدأ الاحتفال به قبل 2700 عام قبل الميلاد، في أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية.
الجزائر: تختلف ظواهر الاحتفال بأعياد الربيع في الجزائر عن مصر، حيث تحتضن الجزائر فعاليات جهوية في فصل الربيع، كنوع من الاحتفال الموسمي، وتختلف طقوس الاحتفالات من منطقة إلى أخرى في الجزائر .
ففي "ولاية أدرار" في منطقة الصحراء تطلق عليه "عيد الطماطم"، حيث تعرض المحاصيل في أسواق مفتوحة، ترافقها العروض الفلكلورية ورقصات شعبية، وسط تجمع أهالي المدينة، ويمتد الاحتفال لعدة أيام متواصلة.
فيما تشهد ولاية البليدة احتفالات بالورود، وتقام معارض ومسابقات، كأجمل وردة، وأفضل عملية تقطير، وغيرها، وضمن الموروثات في الجزائر ما يعرف بـ "ثافسوث" وهي كلمة أمازيغية الأصل تدل علي تفتح الأزهار وإثمار الأشجار.
لبنان : احتفالات الربيع في لبنان، يحرص عليها الروم، وتعرف باحتفالات عيد الفصح، وإن الجميع يتشارك في مظاهر احتفالات بمعارض الزهور والبهجة بقدوم الربيع.
أعياد الخصب السورية
لا تزال "اللاذقية والقامشلي وريف طرطوس" تقيم الاحتفالات حتى الآن، وإن الاحتفالات بعيد الربيع ارتبطت بأسطورة قديمة حول "عشتار ومحبوبها دوموزين"، وترمز لتجدد الخصوبة مع بدء فصل الربيع، ويعد "عيد عشتار" هو عيد الأم الكبرى الذي يتزامن مع احتفالات "شم النسيم" في مصر، وترمز عشتار إلى الكاهنة المقدسة، أو إحدى العذراوات أو الملكة، ثم صارت شجرة الصنوبر التي يتم تزيينها، كما يحتفل السوريون أيضا بعيد رأس السنة في مارس وتمتد الاحتفالات إلى 10 أبريل/ نيسان، وتشتهر تلك الاحتفالات برقص الدبكة، وزيارة مقامات الأولياء والقديسين.
العراق : يحتفل العراقيون بعيد الربيع تحت مسمي "عيد النيروز" ويعني اليوم الجديد أو الضوء الجديد، وتختص العراق في احتفالاتها بالكعك والحلوى العراقية إلي جانب الصالونات الثقافية.
المغرب: يحتفل المغاربة بعيد الربيع بشكل أشبه بالاحتفالات المصرية، في المتنزهات والحقول الزراعية، حتى المساء بالمأكولات والشاي المغربي.
الاحتفال بعيد الربيع يتضمن الخروج والتنزه في "عطلة الربيع" أو ما يسمونه "بالنزاهة في أيام الربيع"، وتختلف من منطقة أو مدينة إلى أخرى، حيث يبدأ الاحتفال بالربيع في الأول من شهر أبريل/نيسان، وتستمر حتى نهاية فصل الربيع.
هذه الاحتفالات بعطلة الربيع المغربية، تتزامن مع موعد الاحتفال بشم النسيم في مصر، اعتاد فيها المغاربة تناول وجبات بعينها في تنزهات الربيع أبرزها "الطاجين المغربي" الممتلئ باللحم، والذي يطهى على الفحم في الغابة، وكذلك فطائر الملوي ووجبات الكاسكرود، مع المشروبات الباردة المعتادة في التنزهات.
تونس: اقترنت احتفالات تونس بالطبيعة والذهاب للجبال والضيعات، وهي بسيطة جداً في تونس حيث تقتصر على التجمعات العائلية وإعداد بعض الأكلات في الحدائق .