الثبات ـ مقالات مختارة
فى الجزائر انتهت الخطوة الاسهل (برغم تعقيدها) بعدم ترشح بوتفليقة للولاية الخامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية، وستبدأ الجزائر فى خوض المراحل الاصعب.
مراحل على غرار مصر ما بعد تنحي مبارك، فالصورة الجميلة اللطيفة التى ظهر فيها تلاحم الشعب الجزائري المنتفض ضد بوتفليقة انتهت، اي العدو الاوحد للشعب انتهى به المطاف، ومن الغد سيكون امام الشعب أكثر من بوتفليقة فى أكثر من بدلة مدنية وعسكرية.
وأن كان حتى الامس الحلبة مقتصرة على لاعبين اثنين بارزين الاول خليجي والثاني فرنسي، فغدا ستكون الحلبة لاكثر من طرف كالعادة فى أي مرحلة انتقالية، وهي الاعراض الطبيعية التى تظهر بعد الاصابة بدوار "الربيع العربي".
فقد انتهت الجولة الاولى وانتصر فيها على غديري على سعيد بوتفليقة، وسننتظر باقي الجوالات، فسعيد ليس مجرد شخص واحد، فالاخطبوط له 19 ذراع، وفي الايام الماضية ظهر تحت المهجر بصمات العديد من الجنرالات الذي اطاح بهم بوتفليقة ومن ضمنهم الجنرال محمد مدين.
وسيبقى الجيش الجزائري دائما فى المعادلة، وأتذكر مقولة الرئيس الراحل هوارى بومدين، عندما قال: "الجيش يُشكّل العمود الفقري للبلاد، والمخابرات تُمثّل نخاعها الشوكي".
وعن ما سيدور بالمستقبل القريب، فهناك اجتماعين فى الجزائر بهم ملخص ما سيحدث بالمستقبل القريب، الاول كان سريا وعقد منذ شهور قليلة بين سعيد بوتفليقة (شقيق الرئيس الجزائري) وزعيم حركة حمس (حركة مجتمع السلم - اخوان الجزائر) عبد الرزاق مقري، والثاني انتهى الان وكان بين بوتفليقة والفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع.
أخيرا وليس أخرا مشهد لا اعتقد أنه بعيدا عن ما نحكي فيه، وهو اللقاء الذى دار بين رئيس المخابرات المصرية والشيخ محمد بن زايد فى أبوظبي، وتعلمون ماذا تعني اسبرطة الشرق "أبوظبي".
إذاً نقطة ومن أول السطر يا جزائر ..
فادي عيد ـ باحث ومحلل سياسي
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً