الثبات - تصوّف
انطلاقاً من قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد - الآية 28، لا بد من ذكر الله، وهذا الذكر لا يكون إلا من خلال أهل الله، العارفين له وللطريق التي تصل إليه، أولياء الله هم السر المكنوز في الأرض، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة يونس - الآيات(62-63-64)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله].
كان سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه زاهداً متصوفاً، ذاكراً لله، و محباً للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته، حريصاً على قيام مجالس الذكر واستمرارها، وهذا ما لمسناه عنده عندما كان يعقد جلسات الذكر في مسجد الكلية، لننشد فيها ونذكر ونستغفر، وكان أيضاً حريصاً على دعوة مشايخ أهل التصوف والطريق، أمثال الشيخ عبدالهادي الخرسا، والشيخ حسين محمد البيرخضري وغيرهم.
وعهدناه أيضاً رحمه اللَّه قائماً في الليل، لا ينام إلا ساعات قليلة، وهذا ما كان يحدثنا به في دروسه التربوية، وكان يدخل صرح كلية الدعوة الجامعية ذاكراً دعاءه والذي لم ينسا ذكره قطُّ : (اللهم زد هذا المكان سعة واتساعاً، وبركة إلى قيام الساعة؛ ليعم خيره ونوره وبره الدنيا كلها يا رب العالمين، واجعل هذا في أبنائي وطلابي وأحبابي وسائر المؤمنين)، وثم يختم بتلاوة سورة الفاتحة على نية القبول، ومن أوراده رحمه اللَّه التي كان يذكرها في الصباح الباكر وهي:
الورد الصباحي بعد صلاة الفجر:
- أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلّا هوَ الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه.
- اللّهمَّ أَعِنَّا على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
- لا إلهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ, لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحمدُ يُحيي وَيُميتُ وهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديِرٌ. (عشر مرات )
- اللَّهُمَّ أَجِرْنَا مِنَ النّار. ( سبع مرات )
- اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالجَنّةَ. ( ثمان مرات )
- اللهُّمَّ إِنّي أسألك مما عندك, وأفضْ عليَّ من فضلك وانشرْ عليَّ رحمتك, وانزل عليَّ من بركاتك. (ثلاث مرات)
- سُبْحانَ اللهِ العظيمِ وَبِحَمْدِهِ. (ثلاث مرات)
- اللهّمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلَهَ إلّا أنْتَ, خَلَقْتَني وأَنَا عَبَدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ, أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما صَنَعْتُ, أَبُوءُ لَكَ (أي أعترف) بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبي فَاغْفِرْ لي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُنُوبَ إلّا أَنْتَ. (ثلاث مرات)
- اللّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا و مَا بَطَنَ. (ثلاث مرات)
- أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ. (ثلاث مرات)
- بِسْمِ اللهِ الّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأَرضِ و لا في السَّمَاءِ وهو السَّمِيعُ العَليمُ. (ثلاث مرات)
- رَضِيْتُ باللهِ تَعالَى رَبَّاً وبالإِسْلامِ دِيناً و بِالقُرْآنِ كِتَابَاً و بِسَيّدِنَا محمد صلى الله عليه وسلم نَبِيَّاً وَ رَسُولَاً. (ثلاث مرات)
- اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيتَ, ولَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ, ولَا رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ, وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
- الحّمْدُ للهِ حَمْدَاً يُوَافِي نِعَمَهُ, وَيَدْفَعُ نِقَمَهُ, وَ يُكَافِئ مَزِيدَهُ, يا رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ, سُبْحَانَكَ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفسِكَ.