مايكل أرون والهدف من نشر تقرير "الكابينت" ـ رامز مصطفى

الإثنين 11 تشرين الثاني , 2019 10:53 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

التقرير الذي وصل ليد سفير الكيان الصهيوني السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية  "مايكل أورن " ، حول المناقشات التي دارت خلال الاجتماعين اللذين عقدهما المجلس الأمني المصغر لحكومة الكيان " الكابينت " ، حيث قام أورن بنشره بمقالة في مجلة  "أتلانتيك " الأميركية . والتي تضمنت معلومات غاية في الأهمية لجهة المحاكاة للسيناريو الذي افترضه وخلص إليه أعضاء " الكابينت " ، وأسموه ب" سيناريو الرعب "  الذي سيجتاح الكيان الصهيوني في حال اندلعت الحرب في المنطقة، يكون وبحسب المقالة الكيان بادئاً فيها من خلال توجيه ضربة عسكرية لموقع عسكري حساس داخل إيران ، التي ستقوم بدورها بالرد عبر صواريخها المجنحة اتجاه الكيان وعمقه، ولن تقف الخطوة العسكرية للكيان عند حدود إيران بل ستطال المقر الرئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية ، عندها تبدأ الحرب ليصبح الكيان عاجزاً بالمعنى العسكري أمام كثافة الصواريخ التي ستطلق باتجاهه وستبلغ 4 آلاف صاروخ يومياً ، ستنطلق من إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن ، وسيتحول الكيان إلى دولة مشلولة ، ومعزولة عن العالم ، بحسب مقالة السفير أرون .

بغض النظر عما تضمنته المقالة من " سيناريو مرعب " لمجتمع المستوطنين الصهاينة وقادتهم وأحزابهم ونخبهم ، بحسب المُحلّل في صحيفة " هآرتس" العبرية ، " روغل ألفير " ، الذي وصف أن ما حصل في حرب تشرين 1973 بلعبة الأطفال  مُقارنةً بما سيحصل للكيان الصهيوني ، ومضيفاً أنه وبعد اطلاعي على هذا السيناريو ، فإن الحديث يدور عن انتحارٍ جماعي بدول الشرق الأوسط ، وبغض النظر أيضاً عمن سربّ التقرير إلى السفير أرون ، يتساءل " روغل ألفير " ، أهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أم القائد العام لجيش الاحتلال ، الجنرال " أفيف كوخافي " ؟ .

السؤال الذي يطرح نفسه ، ما الهدف من تسريب هذا التقرير في هذا التوقيت ، على ما تضمنه من مخاطر على الكيان، وتأثير مباشر على الحالة النفسية والمعنوية لليهود الصهاينة، وهي في الأصل ليست سوية وفي حالة قلق دائم، وتشكيك باستمرارية كيانهم المصطنع ووجوده . سفير بحجم " مايكل أرون "، من الذي دفعه أو حرضه، أو طلب منه القيام بتسريب التقرير ، وإن كان من ضمن مقالة في مجلة أميركية معروفة على أنها لا تقبل أن تتصدر صحفاتها مقالات غير ذات قيمة . فإن أحد المرشحين هو نتنياهو شخصياً، من خلفية أنه قد أيقن أن الإدارة الأميركية ورئيسها ليسا في نية توجيه ضربة عسكرية لإيران، على الرغم من التهديدات ، وتحشيد 60 دولة في اجتماع المنامة الشهر الماضي في البحرين ، وقبلها في أوسلو، مضافاً لذلك ما توصل إليه نتنياهو من قناعة أن الولايات المتحدة تتحضر إلى مغادرة المنطقة تاركة الكيان لمصيره، وما الحديث عن الانسحاب من سوريا إلاّ المقدمة لذلك - ( من غير المتوقع أن تكون الإدارة الأمريكية بصدد مغادرة المنطقة، بما يعني أن تخليها لكل من روسيا والصين وإيران وتركيا، على الرغم من الانتكاسات التي أصابت الولايات المتحدة، وسقوط مشروعها في سوريا ) - ، لذلك يريد نتنياهو أن يستنفر ويشد عصب اللوبيات الصهيونية بأن الحلم التلمودي على أرض فلسطين أيل للاندثار، بهدف ممارسة أعلى درجات الضغط على الرئيس ترامب وإدارته غض النظر عن توجهاتها الجديدة في مغادرة المنطقة والانسحاب من سوريا . فالتقرير وتسريبه ومن ثم نشره بهدف توظيفه في مجريات ومآلات الحل السياسي في سوريا، والدفع مجدداً باتجاه الحد من الحضور الإيراني في الجغرافية السورية ، من خلال استمرار العمل على شيطنته ، ومنع أية محاولة لفتح حوار أو عقد صفقة معها .

ويبقى أخيراً، ( هل إسقاط الطائرة المُسيرة من قبل إيران يوم الجمعة الفائت ، وقبل وصولها إلى مواقع حساسة ، هو ما كان ينوي الكيان القيام به بحسب التقرير، خصوصاً أن الولايات المتحدة نفت علاقتها بأن الطائرة التي أُسقطت كانت لها ) .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل