نظرات في الإعجاز القرآني ... {مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}

الأربعاء 28 آب , 2019 09:49 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

شرعت التجارة منذ القدم، التجارة التي تستند إلى أسس شرعية بحسب المواصفات التي تقتضيها مصلحة الشارع، لا بحسب المصلحة الإنسانية القائمة على الفساد، إلا أن الدارج في زماننا أنها أصبح لأناس دون أناس، ليس لك الحق ببناء تجارة إن لم تكن قوياً لأن مانعي الخير كثر، يغلق لك هذه التجارة أو يتلفها أو يحرقها أو...والطرق كثيرة، وهذا ما نجده في تفسير سماحة الشيخ الدكتور عبدالناصر جبري رضوان الله عليه لقوله تعالى:

{ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ }سورة القلم-الآية12: وهذا يأتي من الحسد وعدم حب الخير لغيره، فهو لم يأخذ بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: [ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه]، لن يكتمل الإيمان إلا أن تحب الخير للجميع، فهذا يصفه الله سبحانه وتعالى ويذمه في الآية السابقة، فكم هو كذوب وبدون أخلاق.

مناع: هو كثير المنع، وهذه من صيغ المبالغة في اللغة العربية، وكذلك أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الصورة من المنع في سورة الماعون بقوله:{ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} سورة الماعون-الآية 7: وهذا المنع فيه اعتداء على الآخرين، يعتدي بالكلام، يعتدي بالكلام، وهكذا كان الوليد بن المغيرة ومن تشبه بأخلاقه، يمنع الخير بكل أنواعه، وهو آثم بذلك كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم [الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ]، الإثم هو الذي تردد فعله في صدرك وفي عقلك وفي نفسك وخشيت أن يراه الناس، فإياك أن تكون من المجاهرين بالسوء، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار بقوله [ كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى]، فهؤلاء هم الذين يجاهرون في المعاصي، ويجلسون في الطرقات، ويفعلون الموبقات، ولا يستحيون من الناس.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل