قرار المقاومة... أجواء لبنان ستكون محرمة على الطيران الصهيوني المسير - أحمد شحادة

الثلاثاء 27 آب , 2019 01:32 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

 

هل من أدلة أسطع وأوضح أنه مع كل انتصار وتقدم للجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان، وتوجيه ضربات قاتلة للإرهاب التكفيري، يتحرك حلفاء هذا الإرهاب وعلى راسهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبائع الكاز العربي الكبير، لنصرة الوحش الخارج من إدغال التاريخ، مما يعطي مصداقية لكل التقارير والمذكرات التي تتحدث عن أن المستكبر الأميركي هو من خلق وأوجد كل أشكال التنظيمات الإرهابية من القاعدة وأضرابها، وداعش، وغيرها من التسميات.

وقد اعترفت هيلاري كلينتون المرشحة للرئاسة الأميركية ، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في الولاية الأولى لباراك أوباما، وزوجة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في مذكراتها التي أطلقت عليها "خيارات صعبة"، بأن إدارتها قامت بتأسيس داعش، لتقسيم المنطقة وبهذا الصدد كلنا نتذكر أكذوبة الكيميائي، وكيف تكررت عدة مرات في مختلف مراحل الحرب الاستعمارية - الرجعية الكونية على سورية، كلما كان الجيش العربي السوري يحقق انتصاراً على الإرهاب.

إذاً ببساطة، فإن الحلف الأميركي - الصهيوني - الرجعي، ثبت تحالفه العضوي، مع الإرهاب التكفيري، الذي وفرت له كل أسباب القوة والتسلح العسكري والمالي والمادي، وفتحت له الحدود التركية والأردنية و"الاسرائيلية" ليأتي المرتزقة إلى سورية من أنحاء الدنيا.

وهنا كان على حلف المقاومة أن يحضر في الميدان بقوة وحسم، وأن يراكم أيضاً قوته وخططه التكتيكية والاستراتيجة، وليحقق الانتصارات والإنجازات الميدانية النوعية سواء في سورية أو اليمن أو غزة أو العراق.

بيد أنه في كل مراحل المواجهات مع العدو، حتى قبل اندلاع الحرب الكونية على سورية كانت المقاومة في لبنان في كل مرة تراكم قوتها وتفرض معادلات جديدة جراء إظهار قوتها التسليحية تبعاً للمعركة التي تجبر على خوضها، ففي عدوان عام 1996، كشفت أن صواريخها قادرة على إصابة العمق الصهيوني، وهكذا فرض تفاهم نيسان في حينه والذي قضي بتحييد المدنيين على جبهتي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وفي حرب تموز - آب 2006، كانت المفاجآت النوعية للمقاومة بمجزرة الدبابات الصهيونية في سهل الخيام ووادي الحجير بفضل "الكورنيت" الذي كشفت عنه، ومن ثم كانت المفاجأة باستعمال صواريخ بر - بحر الذي دمر "ساعر"، مما أخرج سلاح الدبابات والبحر من الحرب.

بعد 2006، استمرت المقاومة برفع قدراتها، ومن المؤكد أنه تكونت لديها قدرات هامة في مجال الدفاع الجوي لم ولن تكشف عنه المقاومة الباسلة، وإن كان سيد المقاومة قد أكد أن المقاومة ستعرف كيف ترد، وببساطة فإن حلف أعداء المقاومة دائماً يخطئ بالحساب معها، كما هي هذه المرة، لأن الهدف الصهيوني وفق التقديرات الأولية، هو القصف والضرب بشكل عشوائي، وفتح الباب أمام هكذا فوضى من الطائرات المسيرة التي تربك الساحة الداخلية، أي تعويض هزيمة "داعش" وغيابها، بـ "داعش الكتروني"، وهو أمر لايمكن بتاتاُ التسامح معه.

وإذا كان العدو الإسرائيلي لم يكشف بشكل رسمي عن أهداف عمليته بمسيرتي الضاحية، إلا أن وزير  الخارجية الأميركية مايك بومبيو، اعترف بذلك من خلال اتصاله برئيس الحكومة سعد الحريري، وتأكيده خلال الاتصال على ضرورة تجنب اي تصعيد، والعمل مع كافة القوى المعنية لمنع اي شكل من اشكال التدهور.

وشدد الحريري من جانبه على التزام لبنان موجبات القرارات الدولية لا سيما القرار ١٧٠١، منبهاً الى مخاطر استمرار الخروقات الاسرائيلية لهذا القرار وللسيادة اللبنانية ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات.

إذاً، قد نكون هذه المرة أمام مرحلة جديدة من العدوان الصهيوني يقوم على استخدام الطيران المسير بشكل مكثف، ليعمم موجة من الفوضى، وهذا مانبه منه سيد المقاومة، حيث ستكون الأجواء اللبنانية في المرحلة المقبلة محرمة على الطائرات المسيرة التي ستسقط، مما يعني أن المقاومة دخلت مجال الدفاع والميدان الجوي، الذي سيكون عنصر المفاجأة الكبير، وسيجعل سلاح الجو الصهيوني عديم الفائدة، وبالتالي، وكعادتها، فإن المقاومة في معادلة ردعها الجديدة ستكون امتداداً لسياق استراتيجي لطريقة نهج وتفكير المقاومة التي نضج عندها سلاح دفاعها الجوي وقدرته على صياغة معادلة جديدة، والتي قد تدفِّع بنيامين نتنياهو الثمن الأغلى، لأنه غير مسموح له أن يخوض انتخاباته بدمنا ... ومافعله هذا الغبي، أنه سمح للمقاومة بتطهير سلاحها الردعي الجديد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل