71 عاماً على النكبة .. تراجعات مستمرة تتوجها الرجعية العربية بصفقة القرن ـ محمد دياب

الأربعاء 15 أيار , 2019 01:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

إثنان وسبعون عاماً على النكبة الفلسطينية التي الهبت الجماهير العربية ودفعتها في ميادين النضال والجهاد المختلفة، مما جعلها مهمة ملحة أمام كل الدول والقوى والأحزاب والجماهير العربية، ومن أجلها قامت انظمة وانقلابات وثورا ت، لكن المفارقة انه كلما مرّ زمن كانت الشعارات تتراجع، والنظام الرسمي العربي ينخرط أكثر فأكثر في التخلي عن القضية المقدسة، والعودة والقبول بأقل مما كان يطرح لحل القضية.

قرار تقسيم فلسطين الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشيرين الثاني 1947 تحت رقم 181، والقاضي بأنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيمها إلى ثلاثة كيانات على النحو الآتي:

  1. دولة عربية تبلغ مساحتها 11 ألف كيلو متر مربع أو ما يمثل 42.3 بالمئة من فلسطين وتقع على الجليل الغربي ومدينة حيفا والضفة الغربية والساحل  الجنوبي الممتد من شمال مدينة اسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشاطئ الحدودي مع مصر.
  2. دولة يهودية تبلغ مساحتها 15 ألف كيلو متر مربع أي ما يمثل 57.7 بالمئة من فلسطين وتقع على السهل الساحلي من حيفا حتى جنوب تل ابيب، والجليل الشرقي بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بايلات.
  3. القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت الوصاية الدولية.

رفض العرب هذه الخطة، وصارت المناسبة ذكرى سنوية للتنديد بالمشروع الأممي، والتآمر على فلسطين.

وفي خطوة غير مسبوقة في عام 1965 أعلن الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في خطاب له من مدينة اريحا وتحديداً في 3 آذار 1965 أي بعد شهرين من إنشاء منطقة التحرير الفلسطينية وقبل نحو 15 شهراً من احتلال العدو الإسرائيلي كامل فلسطين والجولان وشبه جزيرة سيناء، ويقترح مشروع الرئيس بورقيبة أن تعيد الدولة العبرية إلى العرب ثلث المساحة التي احتلتها منذ انشاء كيان العدو، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لتقوم عليها دولة عربية فلسطينية.

وطبعاً فقد لقي هذا المشروع رفضاً قاطعاً من الدول العربية وقامت المظاهرات الشعبية الواسعة ضده في عدد من البلدان العربية.

وبعد غياب الرئيس جمال عبد الناصر في ايلول عام 1970 بدأت سلسلة التراجعات العربية، وكانت البداية من أنور السادات الذي اندفع إلى زيارة القدس المحتلة عام 1977 ومن ثم توقيعه اتفاقية كامب دايفيد عام 1979 لتكر سلسلة التراجعات العربية، فكانت مبادرة الملك فهد عام 1981 في قمة فاس وفيها اعتراف صريح وواضح بكيان العدو والتي رفضتها تلك القمة لتعود وتقرها في السنة التالية.

وبعد الخروج الفلسطيني من بيروت اثر الاجتياح الإسرائيلي في حزيران 198، توقع الكثيرون أن تتحول منظمة التحرير الفلسطينية لأن تكون أكثر راديكالية، فكانت محادثات مدريد عام 1992، علماً أنه في كانون الأول من عام 1991 كان قد الغي القرار الأممي الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية، وجاء الإلغاء كشرط لدخول الكيان الصهيوني في مفاوضات السلام في مدريد...

والجدير بالذكر هنا أنه في 10 تشرين الثاني 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يحمل الرقم 3379 اعتبر فيه الصهيونية "شلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري".

وجاء هذا القرار اعتماداً على وقائع وأحداث اكدتها واثبتتها اللجان المختصة في مجالات حقوق الإنسان، ولهذا فقد طالب ذاك القرار "دول العالم بمقاومة الايديولوجية الصهيونية" باعتبارها "تشكل خطراً على الأمن والسلام العالميين".

يذكر أن الرئيس الراحل حافظ الأسد رفض التنازل عن سنتمتر واحد من الجولان، انما المفاجأة كانت من ياسر عرفات، الذي كان يخوض محادثات ولقاءات بالسر، فكانت في العام 1993 اتفاقية اوسلو التي تصالح فيها عرفات مع العدو، وكان مشروع دولة الضفة والقطاع، لكن كل نقطة من هذه الاتفاقية كانت بحاجة إلى اتفاقية، ثم كان اتفاق وادي عربة بين الملك الأردني حسين بن طلال والكيان الصهيوني 1994 الذي فتح العلاقات على نصراعيها.

وعليه، كانت سلسلة من التراجعات التي تريد "صفقة القرن" الأميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وقد تم تأجيل الإعلان عن هذه الصفقة إلى ما بعد اشهر رمضان.

لكن المقاومة ستبقى الشعلة الأبدية وستعرف مع المحور الذي تنتمي إليه كيف تجهضها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل