رمضانيات ... رمضان الفرصة الأمثل للتغيير

الإثنين 06 أيار , 2019 02:26 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 رمضان الفرصة الأمثل للتغيير

 

رمضان فرصة للتغيير، لأن رمضان له مكانته الخاصة في قلوب العباد، تجد فيه أهل الخير يزيدون فيه الخير، وأكثر أهل الشر إن لم يستحوا من الله يستحون من الناس والمجتمع فيقصرون عن الشر، وهذه الأجواء هي الوقت الأمثل لبداية التغيير.

إنَّ الإنسان يحتاج إلى التغيير ومراجعة نفسه دائماً، قال الله  تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،  وقال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

تغيير النفس من السيء إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، وقد أثبتت الدراسات العلمية، أنَّ الإنسان إذا استمر على خلق ما، ثلاثة أسابيع، صار عادة له، وإذا زاد أسبوعاً رسخت تلك العادة، فحري بكل منا أن يجلس مع نفسه ساعة صدق يبحث عن "سيء خصالها" و "جميل خلالها"، فيعالج الأولى ويطور الأخرى.

وفي شهر رمضان المبارك تتوفر البيئة وتتهيأ الأجواء أكثر من غيره لحصول التغيير، فهو شهر قد ميزه الله تعالى بخصائص وفضائل لا توجد في غيره، فقد فتّحت أبوابُ الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين، وينزل الملائكة الكرام في ليلةِ القدر، فتحصل بهذه التغييرات الكونية التهيئة المناسبة لحصول التغيير في حياتنا إلى الأفضل، وفي سلوكنا إلى الأقوم، والناس مهيئون في رمضان لحصول التغيير، نظراً لوفرة الأجواء الإيمانية، وكثرة المجتهدين والمشمرين لنيل العفو والغفران.

والتغيير الإيجابي ليس بالأمر السهل، إنما يحتاج منا جميعاً إلى إرادة فولاذية، وعزيمة قوية، وقرار شجاع وسعي حثيث للتغير.

وهذه الطلبات متوفرة وموجودة في الأجواء الإيمانية المصاحبة لشهر رمضان ليكون بداية التغيير في حياتنا.

ولابدَّ أن ينبع هذا التغيير من داخل الشخص نفسه، مع صدق العزيمة وتوفر الإرادة، حتى يتحقق الاستمرار للوصول لما نريد قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

من كان كثير الغضب، فليروض نفسه على الحلم والصبر.

من يعرف من نفسه البخل، فليروض نفسه على العطاء والإنفاق.

من كان سيء الخلق مع أهله وزوجته، فليحمل نفسه على تطبيق كلام النبي صلى الله عليه وسلم" خيركم خيره لأهله".

من كان عاقاً لوالديه، فليقبل عليهما بالطاعة والبر.

من أساء لجيرانه، فليحسن إليهم بالخير.

من أخذ حق أخوته، فليعد لهم الحقوق ويطيب أنفسهم.

قدموا بين يديك صيامكم تغيير ومجاهدة لأنفسكم ليقبل الله الصيام والقيام

رمضان ليس مظاهر، رمضان شهر الصلح مع الله والخلق


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل