السعودية والإمارات ومحاولاتهما المستميتة لاستيعاب التطورات السودانية؟ ـ محمد دياب

الأربعاء 17 نيسان , 2019 12:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يبدو أن السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في سباق مع التطورات السودانية وعمليات الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي لم تهدأ رغم سقوط عمر حسن البشير، ولهذا تبدو الرياض وابو ظبي في عجلة من أمرهما من أجل تركيز صنائعهما، وخصوصاً أن المجلس العسكري الذي خلف البشير، لا يجد حلاً أمامه إزاء استمرار اندفاع الحركة الشعبية في مطالبها وتحركها الذي يزداد اتساعاً، إلاَّ التراجع، إذ تمت إقالة الرجل الذي تم اختياره لقيادة المجلس، وهو وزير الدفاع السابق عوض بن عوف الذي هندس تدخل لواء مشاة سوداني في الحرب التي تقودها الدولتان (السعودية والامارات) على البلد الفقير اليمن، فكان أن استقال تحت الضغط الشعبي، ليخلفه عبد الفتاح البرهان الذي كان مشرفاً على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان دوقلو قائد ما يسمى "قوات الدعم السريع".

وخلال عمله في هذه المهمة نسج البرهان علاقات وثيقة مع وليي عهد السعودية والامارات محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

بعد رفض  التحرك الشعبي الواسع الذي شارك به صغار ضباط الجيش السوداني لتعيين احمد عوض بن عوف رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، جاء تعيين البرهان من قبل بن عوف نفسه بالتنسيق كما ترى بعض المعلومات الواردة من السودان مع السعودية والامارات رئيساً للمجلس الانتقالي، وبهذا بدأت التحركات واللقاءات السعودية والإماراتية لتوفير كل أسباب الدعم للدمية الجديدة، فكان اللقاء بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان وولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد مع وفدين سعوديين وامارتيين كبيرين جرى خلاله البحث والتنسيق من أجل استيعاب التطورات السودانية، وامكان السيطرة على مجرياتها، وعلى ذلك توجه "المحمدان" بن سلمان وبن زايد إلى الخرطوم لتوفير الدعم لعبد الفتاح البرهان الذي أشاد خلال اللقاء بالعلاقات بين بلاده وبين السعودية والإمارات، ونقل الوفد السعودي والاماراتي لبرهان رسالة شفهية تضمنت تحيات قيادتي البلدين واستعدادهما لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية الهامة.

وبحث الوفد السعودي الإماراتي المشترك مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو العلاقات بين الدول الثلاث، كما جدد الوفد المشترك خلال اللقاء حرص السعودية والإمارات على أمن السودان واستقراره، ودور قوات المشاة السودانية في عملها ضمن التحالف السعودي ـ الاماراتي في الحرب الهمجية على اليمن.

يتضح من الحركة السعودية الإماراتية نحو السودان أن لها أهدافاً عدة أبرزها:

  • ابرزت التحركات الشعبية السودانية، أن عمر حسن البشير كان له علاقة وطيدة مع قيادات الجيش العليا، لكن القيادات الوسطى والصغرى لم تكن راضية على عمل البشير ولا على مشاركته المجنونة في حرب اليمن، ولهذا كانت أكثر ارتباطاً بالشعب واختارات الانحياز إلى مطالبه.
  • سارعت السعودية والامارات لإحتواء هذا الواقع، ووعدت بتقديم اوسع المساعدات في محاولة منها لاستيعاب رفض القيادات العسكرية السودانية الوسطى والصغرى والاستمرار في حرب اليمن.
  • الدولتان الخليجيتان تتابعان عن كثب التطورات في السودان والجزائر وتحاولان بشتى السبل لتحويلها باتجاه محورهما.

مما يعني أن هذا التدخل المفضوح قد لا يهدد شمال افريقيا انما إذا نجح المحور الرجعي الخليجي في استيعابها، فإن ذلك يعني خلق الفوضى العارمة التي قد تهدد كل القارة الافريقية واستقرارها، وهذا إذا كان يوافق الأميركي وتجار السلاح والموت، إلاَّ أنه قد يجلب غضب الناس في هذه القارة، وحينئذٍ "لات ساعة مندم".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل