واعتصموا...ولا تفرقوا

الأربعاء 16 كانون الثاني , 2019 10:30 توقيت بيروت الوحدة والتقريب

يتضمّنُ مفهومُ الطّائفيّةِ فكرةَ الأقليّةِ العدديّةِ الصغيرةِ المتحرّكةِ في إطارِ الكلّ المشدودةِ إليه، بغضّ النّظرِ عن دينِها أو عرقِها أو لغتِها، وقد ظلّ المفهومُ يُستخدمُ للإشارةِ إلى كياناتٍ متعدّدةٍ مختلفةٍ في خصائصِها، ولم يظهرْ المفهومُ باعتبارِهِ أزمةً إلّا في الآونةِ الأخيرةِ، وذلك تحتَ تأثيرِ عواملَ داخليةٍ وخارجيةٍ، ممّا جعلَ المفهومَ يُمزَجُ بمفاهيمَ أخرى ذاتَ مضمونٍ فكريّ أو فلسفيّ أو عرقيّ أو مذهبيّ أو دينيّ وأصبحَ بديلاً لها، فكان للتّعصّبِ المذهبيّ تأثيرٌ كبيرٌ على المسلمينَ في حياتِهم الاجتماعيّةِ خلالَ العصرِ الإسلاميّ، فجرَّهُم إلى الفرقةِ والتّناحرِ، وإلى السُّبابِ والتّكفيرِ والّلعنِ، والفتنِ والمصادماتِ الدّمويةِ، وكثرةُ الفتنِ المذهبيّةِ بينَ الشّيعةِ والسّنةِ خاصةً، وبينَ الطّوائفِ الأخرى عامّةً، والّلعنِ والطّعنِ والاتّهاماتِ المختلفةِ بينَ جميعِ الطوائفِ المتمذهبةِ، فتُعدُّ الفتنُ المذهبيّةُ بينَ السّنةِ والشّيعةِ من أكثرِ مظاهرِ التّعصّبِ المذهبيّ بروزاً وخطورةً ومأساويةً، حدثَ خلالَها خرابٌ كبيرٌ، وقتلٌ كثيرٌ، كانَ ذلكَ خلالَ العصرِ الإسلاميّ عامةً، والقرنِ الرابعِ والخامسِ والسادسِ للهجرةِ  خاصةً، إلى زمنِنا الحالي.

إذاً فالطّائفيّةُ شكلٌ من أشكالِ التحزّبِ، فهيَ تنشرُ ثقافةَ الخوفِ، والأسوء من ذلكَ تعميقُ العنصريّةِ، والّتي تكونُ نتيجةً لتلكَ النّظرةِ السّيئةِ الّتي يحملُها كلّ طرفٍ ضدَّ الآخرِ.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل