أردوغان يدعو لدعم دولي قوي لوقف إطلاق النار في غزة ويؤكد سعي تركيا لتشكيل “حزام سلام” في المنطقة

السبت 13 كانون الأول , 2025 01:56 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن على المجتمع الدولي تقديم دعم قوي لترسيخ وقف إطلاق النار “الهش” المستمر في قطاع غزة رغم انتهاكات الكيان الإسرائيلي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الجمعة، خلال المنتدى الدولي للسلام والثقة في عشق آباد عاصمة تركمانستان، حيث أكد أن العالم شهد في غزة واحدة من أبشع المجازر خلال القرن الأخير.​

وأشار إلى أن حرب الإبادة الجماعية التي شنّها الكيان الإسرائيلي على غزة، بدعم أمريكي، منذ 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

وشدّد أردوغان على أن استمرار وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين يمثلان أولويتين أساسيتين، مضيفًا: “وقف إطلاق النار المستمر رغم الانتهاكات هش، وبالتالي فإن الدعم القوي من المجتمع الدولي لهذا المسار ضروري ويجب أن يستمر”.​

وأعرب الرئيس التركي عن أمله في أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2800 فرصة لتحقيق سلام دائم وإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن المجلس اعتمد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مشروع قرار أمريكي بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.

وأضاف أردوغان: “حان الوقت للمجتمع الدولي لأن يسدّ دينه للشعب الفلسطيني”، مؤكدًا ضرورة إشراك الفلسطينيين في جميع مراحل تحقيق السلام ومساهمتهم فيها، ومبينًا أن الهدف النهائي هو حل الدولتين.​

وفي الشق المتعلق بدور بلاده، شدّد أردوغان على أن تركيا تتحرّك “بوعي المسؤولية التاريخية” في المنطقة، موضحًا أن المنتدى في عشق آباد يكتسب أهمية خاصة في سياق السنة الدولية للسلام والأمن 2025 التي أعلنتها الأمم المتحدة.

وذكر أن تركيا تُعد اليوم، بنهجها العادل والنزيه والجدير بالثقة، من أبرز الفاعلين في مجال الوساطة على مستوى العالم، مضيفًا: “نعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل ترسيخ السلام والحوار”.​

وتطرّق إلى تركمانستان، مشيرًا إلى أنها شهدت منذ استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991 تطورًا اقتصاديًا وبشريًا كبيرًا، وباتت دولة عصرية نموذجية بمدنها ومصانعها ومدارسها ومستشفياتها، ومن أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.

وأكد أن تركيا وتركمانستان دولتان شقيقتان تربطهما علاقات استثنائية تستمد قوتها من تاريخ مشترك، وأن شعبي البلدين “أمتان شقيقتان تتشاركان الجذور نفسها والروح نفسها والإيمان نفسه”.​

وعن المقاربة الإقليمية لأنقرة، أكد أردوغان سعي تركيا الحثيث لتشكيل “حزام سلام وأمن” في المنطقة من خلال إقامة علاقات طيبة مع الجيران، معربًا عن أمله في أن تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اللتين ترتبط بهما تركيا بعلاقات تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل.

وأبدى استعداد بلاده لتقديم دعم ملموس للمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار والسلام، وفي مقدمتها مسار مفاوضات إسطنبول.​

وأوضح أن تركيا، عبر مفاوضات أنقرة لتخفيف حدّة التوتر بين إثيوبيا والصومال، أثبتت مجددًا إمكانية حل الخلافات بالوسائل السلمية، لافتًا إلى أن العالم يشهد اليوم أعلى معدل للنزاعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد أن أنقرة تدعم في هذه الظروف جهود تركمانستان الرامية إلى تحقيق الدبلوماسية الوقائية والسلام والأمن والتنمية، انطلاقًا من مبدأ حيادها، خاتمًا بالتشديد على أن “السلام لا يتحقق إلا بالعدل، والأمن إلا بالاحترام المتبادل، والاستقرار إلا بالحوار والتعاون”.​


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل