تشيلي تتجه إلى جولة حاسمة: مرشحة اليسار في مواجهة صعود اليمين المتطرف

الإثنين 17 تشرين الثاني , 2025 09:00 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

تتجه تشيلي إلى جولة إعادة حاسمة بعد تصدّر المرشحة اليسارية المعتدلة جانيت خارا نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، في مواجهة مباشرة مع مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست، في مشهد يعكس عمق الانقسام السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد تحت ضغط التوترات الأمنية المتصاعدة.

خارا التي حصلت على 26.71% من الأصوات، دعت الناخبين إلى عدم السماح لخطابات الخوف والجريمة بجرّ البلاد نحو خيارات اليمين المتشدد. في المقابل، حلّ كاست ثانيًا بنسبة 24.12%، متعهدًا بـ”إعادة بناء” تشيلي، ورافعًا سقف الخطاب اليميني المرتبط بالهجرة والأمن.

ورغم الإقبال الواسع الذي فرضه التصويت الإلزامي للمرة الأولى منذ سنوات، بقي هاجس الأمن العامل الأكثر تأثيرًا في خيارات شرائح واسعة من الناخبين. فالمؤشرات الرسمية تُظهر ارتفاعًا غير مسبوق في جرائم القتل والخطف خلال العقد الأخير، وهي نقطة يستثمر فيها اليمين المتطرف بقوة.

المفارقة أن الرئيس الحالي غابرييل بوريتش، وعلى الرغم من تحقيقه تراجعًا في معدل جرائم القتل بنسبة 10% خلال ولايته، يُحاسَب اليوم على مزاج شعبي متوتر، وسط اتهامات بارتفاع مستوى الجريمة المنظمة المرتبطة بعصابات وافدة من دول مجاورة.

وفي هذا المناخ، يواصل كاست – المعروف بلقب “ترامب التشيلي” – خطابًا متشددًا ضد الهجرة غير النظامية، متعهدًا ببناء جدران وحفر خنادق على حدود بلاده الشمالية، ومهددًا بترحيل أكثر من 300 ألف مهاجر غير شرعي في حال فوزه.

ومع بروز شخصيات يمينية أكثر تطرفًا كيوهانس كايزر، يصبح المشهد الانتخابي أكثر تعقيدًا، خصوصًا مع القناعة التي يعبّر عنها خبراء دوليون بأن فوز اليمين المتطرف في تشيلي ستكون له انعكاسات أوسع على سياسات أميركا اللاتينية، وربما يدفع البلاد إلى تحالفات أكثر التصاقًا بإدارة ترامب والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.

أما خارا، فستدخل الجولة الثانية محمّلة بإرث سياسي ثقيل: استياء من أداء الحكومة الحالية، وصورة مشوّهة عن اليسار إثر رفض الدستور التقدمي الجديد قبل عامين، ما يجعل مهمتها في مواجهة ماكينة اليمين تحديًا صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا في بلد اعتاد التقلبات السياسية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل