"ناشونال إنترست": "شاهد" تدفع واشنطن لتسريع إنتاج مسيرات هجومية

الثلاثاء 04 تشرين الثاني , 2025 12:55 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أكّدت مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية، أنّ التطورات الميدانية ولا سيما بعد الحرب في أوكرانيا وقطاع غزّة، تظهر أنّ هناك حاجة أميركية ملحّة، لامتلاك طائرات مُسيّرة هجومية بعيدة المدى.

ووفقاً لما نقلت المجلة عن اللواء جيمس بارثولوميس، قائد الفرقة 25 مشاة، فإنّ "بروز حرب الطائرات المسيرة في أنحاء العالم يسرّع هذا الطلب".

وذكرت المجلة أنّ الطائرة المسيرة بدون طيار من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، إلى جانب انتشارها في ساحة القتال الأوكرانية، ظهرت أيضاً في نزاعات إقليمية أخرى حيث يستخدمها حلفاء طهران في غزة ولبنان واليمن ضد "إسرائيل" وشركائها، ما يثبت أنّها سلاح إقليمي وعالمي.

واشنطن بحاجة لطائرات مسيرة هجومية منخفضة التكلفة

وأضاف بارثولوميس أنّ قيادة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "تستفيد مما يحدث في أوكرانيا"، في إشارةٍ إلى الدور الفاعل الذي لعبته الطائرات المسيرة في الصراع هناك.

كما لفتت المجلة إلى أنّ امتلاك روسيا لطائرات إيرانية فتاكة عزّز قدراتها الهجومية على أوكرانيا، وأنّ كلا الطرفين "يستغلّان المسيرات على خطوط التماس".

وبما أنّ الولايات المتحدة تتخلف نسبياً في إنتاج طائرات هجومية منخفضة التكلفة المخصّصة للصراعات الحديثة، فقد بادر الفرع ذاته (الفرقة 25) إلى تأسيس شركة متخصّصة لأنظمة الهجوم الجوي لمعالجة هذا العجز، وفق المجلة.

وختم بارثولوميس: "نحن بحاجةٍ ماسّة لبناء هذه القدرة بسرعة، لاختبارها في منطقتنا والعمل مع حلفائنا وشركائنا لفعل الشيء نفسه".

"شاهد" تغيّر قواعد المواجهة

ولفتت المجلة الأميركية إلى أنّ طائرات "شاهد" الإيرانية المسيرة أثبتت أنّها ليست مجرد سلاح رخيص، بل أداة تغيير ميداني.

كذلك، أشارت إلى أنّ تكلفتها المنخفضة وقدرتها الانتحارية تحوّلها إلى تهديد فعّال للبنى التحتية والعمليات العسكرية، وتفرض نموذجاً جديداً للحروب منخفضة التكلفة وعالية التدمير.

كيف تعمل طائرة "شاهد" المسيرة؟

الطائرات المسيّرة من سلسلة "شاهد" تعمل كذخائر متسكعة (انتحارية)؛ تحوم قرب الهدف ثم تصطدم به لتنفجر.

وتتميّز بأنّ كل وحدة تُكلّف بضعة آلاف من الدولارات فقط، ما يجعلها ربحية جداً مقارنةً بصواريخ أو منظومات دفاع جوّي باهظة.

وتعمل طائرة "شاهد-136" بمحرّك "MD550" المصمم في الصين، مما يوفر لها سرعة قصوى تبلغ حوالي 185 كيلومترًا (115 ميلاً) في الساعة.

ووفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "بدءاً من أيلول/سبتمبر 2024، وكثّفت روسيا بشكلٍ كبير استخدامها لطائرات "شاهد" المسيرة، حيث ارتفع عدد عمليات الإطلاق من نحو 200 عملية في الأسبوع إلى أكثر من 1000 عملية في الأسبوع بحلول آذار/مارس 2025 كجزء من حملة ضغط مستمرة.

وبحسب المجلة، فإنّ هذا التكثيف الروسي جعل من "شاهد" سلاح ضغط فعّالاً ضد بنى الطاقة والاتصالات في أوكرانيا، وهذا الانتشار سرّع سباقاً تقنياً لدى الدول لتأمين دفاعات رخيصة وفعّالة ضد موجات المسيرات.

وختمت المجلة الأميركية، بالقول إنّ استخدام الطائرات المسيرة سيستمر بلا شك في عالم الحروب، وعله فإنّ إعطاء الجيش الأميركي الأولوية لنشر طائراته المسيرة الهجومية بعيدة المدى أحادية الاتجاه يُعد ضرورة مُلحّة لواشنطن.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل