الثبات ـ دولي

يسعى مسؤولون تايوانيون إلى جذب انتباه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال التودد إلى مؤثري "ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً) والمذيعين المقربين منه، مع تزايد قلقهم من تقويض ترامب، "مصالح الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي في المحادثات مع الصين"، وفق ما أفاد أشخاص مطلعون لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

ويأتي هذا التحرك بعد أن قال ترامب إن مسألة تايوان ستكون جزءاً من جدول أعمال لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع المقبل، في محاولة لحل التوترات التجارية المستمرة بين البلدين.

وكان تقرير سابق، قد أفاد بأنّ الصين طلبت من البيت الأبيض الإعلان رسمياً عن "معارضتها" لاستقلال تايوان، وهو ما يُعد تنازلاً دبلوماسياً كبيراً لصالح بكين.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، أجرى الرئيس التايواني لاي تشينغ تي وفريقه عدة مقابلات مع شخصيات أميركية محافظة، مستخدمين هذه المنصات للترويج لقضايا تايوان الأمنية، وتعميق الروابط التجارية والاستثمارية. كما روجوا للقيم الديمقراطية المشتركة بين تايوان والولايات المتحدة.

وبحسب مسؤولين في تايبيه، يعكس هذا التواصل مع وسائل الإعلام المحافظة التحديات الكبيرة التي تواجهها تايوان في التعامل مع السياسة الأميركية الحالية.

وقال آدم فارار من "بلومبرغ إيكونوميكس": "إن التغطية الإعلامية المكثفة التي يشنها لاي على وسائل الإعلام الأميركية المحافظة تعكس القلق المتزايد لدى تايبيه بشأن نوايا الرئيس ترامب".

وأضاف أنّ هذه اللقاءات تعكس إصرار تايوان على تقوية علاقاتها مع الإدارة الأميركية، رغم أنها لا تستطيع التواصل مباشرة مع ترامب.

وفي الوقت نفسه، صرّح مسؤول في إدارة ترامب، بأنّ الولايات المتحدة، شجّعت المسؤولين التايوانيين على التفاعل مع وسائل الإعلام الجديدة، بهدف التواصل مع "الأميركيين الحقيقيين" بعيداً عن النخب الليبرالية، مشيراً إلى الشراكة الوثيقة بين تايوان والولايات المتحدة في مجالات الأمن والتكنولوجيا والتعليم.

من جهته، أشار المحلل، ويليام يانغ، إلى أنّ تايوان تسعى لتحقيق التوازن بين هويتها كديمقراطية تقدمية والحاجة إلى تقوية العلاقات مع ترامب، معتبراً أنّ هذه السياسة "تعكس براجماتية الحكومة التايوانية في إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة في وقتٍ من عدم اليقين المتزايد".

وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تظل أكبر داعم عسكري لتايوان، إلا أن هناك علامات على تراجع دعم ترامب للجزيرة، وسط تزايد ضعف موقف صقور الصين الذين كانوا يقيدون سياسته الخارجية.