دراسة حديثة تؤكد نظرية عمرها 50 عاما حول الأصوات التي يسمعها مرضى الفصام

الأربعاء 22 تشرين الأول , 2025 08:26 توقيت بيروت صحة وتغذية

الثبات ـ صحة و تغذية

أكدت دراسة حديثة صحة نظرية علمية قديمة تفسر سبب سماع مرضى الفصام لأصوات في رؤوسهم، حيث كشفت أن هذه الأصوات ناتجة عن خطأ في الدماغ في تفسير الحديث الداخلي.

وبحسب الباحث توماس ويتفورد من جامعة نيو ساوث ويلز، فإن الفكرة كانت معروفة منذ خمسين عاما لكنها كانت صعبة الاختبار لأن الحديث الداخلي خاص جدا ولا يمكن ملاحظته مباشرة.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تخطيط موجات الدماغ  (EEG) لفحص ردود فعل الدماغ لدى ثلاثة مجموعات: 55 شخصا مصابا بالفصام ويعانون من هلوسات سمعية حديثة، و44 شخصا مصابا بالفصام ولكن دون هلوسات سمعية حديثة، و43 شخصا دون تاريخ للإصابة بالفصام.

في هذه التجربة، طلب من المشاركين أداء مهمة بسيطة لكنها دقيقة: الاستماع إلى إحدى الكلمتين "bah" أو "bih" عبر السماعات، بينما ينطقون إحداهما داخليا في عقولهم في نفس اللحظة. والغريب في التجربة أن المشاركين لم يعرفوا مسبقا ما إذا كانت الكلمة التي يفكرون بها ستتوافق مع ما يسمعونه. وعندما حصل هذا التوافق بين الصوت الداخلي والخارجي، لوحظت استجابة مذهلة: أدمغة المصابين بالهلوسات السمعية تفاعلت بقوة غير طبيعية، بينما كانت استجابة الأصحاء طبيعية. وهذا يدل على أن الدماغ في حالة الفصام يفقد قدرته على التمييز بين الصوت النابع من الداخل والصوت القادم من الخارج، فيتعامل مع الأفكار الداخلية كما لو كانت أصواتا حقيقية يسمعها من الآخرين، وهذا ما يجعل تجربة سماع الأصوات تبدو واقعية ومخيفة للمريض.

ويشرح ويتفورد هذه الظاهرة بأن الدماغ عادة يتوقع صوتنا عندما نتحدث داخليا، فيقلل نشاط المنطقة المسؤولة عن السمع. لكن في حالة الفصام، يختل هذا النظام فلا يدرك الدماغ أن الصوت داخلي، فيتعامل معه كما لو أنه قادم من الخارج، ما يجعل هذه الأصوات تبدو حقيقية جدا للمريض.

وهذا الكشف العلمي يمهد الطريق للتنبؤ بمرض الذهان قبل ظهور أعراضه، ما يسمح بالتدخل المبكر والعلاج في مراحل أقدم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل