الثبات ـ اقتصاد
سجّل الذهب ارتفاعاً بنحو 65% منذ بداية عام 2025، ليقترب من أقوى مكاسبه منذ عام 1979 مدفوعاً بمزيج من الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.
وكان الذهب قد تجاوز أمس الخميس مستوى 4300 دولار للأونصة محقّقاً رقماً قياسياً للجلسة الرابعة على التوالي، بحسب بيانات بورصة لندن.
وفي السياق، قالت محلّلة الأبحاث في "غولدمان ساكس"، لينا توماس، إنّ الارتفاع الكبير في أسعار الذهب هذا العام يعكس طلباً حقيقياً وليس مضاربات مالية، مشيرةً إلى أنّ المعدن الأصفر لا يزال يمتلك مجالاً لمواصلة الصعود.
وأضافت: "ما نشهده اليوم ليس استثناءً، فالبنوك المركزية تواصل شراء كميات قياسية من الذهب، والمستثمرون من القطاع الخاص يلحقون بالركب مع خفض الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة".
وتابعت قائلة: "بعد سنوات من ضعف الاستثمار في الذهب، ما نراه اليوم هو عودة إلى التوازن، لا فقاعة مضاربة".
وفي وقتٍ سابق من الشهر الجاري، رفعت "غولدمان ساكس" توقّعاتها لسعر الذهب في كانون الأول/ديسمبر 2026 إلى 4900 دولار للأونصة، بدلاً من 4300، مستندةً إلى تزايد التدفّقات إلى صناديق الذهب الاستثمارية الغربية واستمرار طلب البنوك المركزية.
مقارنة بطفرة السبعينيات
وأشارت توماس إلى أنّ ارتفاع الذهب الحالي يحمل أصداء طفرة السبعينيات، حين ارتفعت الأسعار بشدّة بعد قرار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إنهاء نظام بريتون وودز وربط الدولار بالذهب.
وقالت: "حينها أدّت الأزمات المالية وعدم اليقين السياسي إلى بحث المستثمرين عن أصول تحفظ القيمة خارج النظام المالي، وإذا تكرّرت هذه الظروف اليوم، فقد نشهد توجّهاً عالمياً مشابهاً".
"سوق صغيرة وتقلّبات محتملة"
ولفتت المحللة إلى أنّ حجم سوق الذهب صغير نسبياً مقارنةً بسوق السندات أو الأسهم، ما يعني أنّ أيّ زيادة في الطلب يمكن أن تحرّك الأسعار بسرعة كبيرة.
وطرح المستثمر الملياردير راي داليو مقارنات مماثلة، إذ قال خلال منتدى اقتصادي هذا الشهر إنّ ارتفاع الذهب إلى جانب انتعاش الأسهم يذكّره بسبعينيات القرن الماضي، داعياً المستثمرين إلى تخصيص ما يصل إلى 15% من محافظهم للذهب.
من جهته، كما أشار الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس"، جيمي ديمون، إلى أنّ الوقت الحالي يُعدّ من "اللحظات النادرة التي يكون فيها من العقلاني الاحتفاظ بالذهب" ضمن المحافظ الاستثمارية.