معركة خلافة ترامب داخل الحزب الجمهوري تشتعل مبكرا.. من هم أبرز المرشحين؟

الإثنين 01 أيلول , 2025 12:21 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

يسيطر الرئيس دونالد ترامب حاليا على المشهد السياسي، لكن الأنظار ستتجه قريبا إلى انتخابات عام 2028، فمن هم أبرز المرشحين؟

وقد حظي ترامب بتشجيع  بعض أبرز الأصوات في معسكر "ماغا" مثل ستيف بانون، إلا أن غالبية الخبراء يجمعون على أن مثل هذا المسعى سيكون انتهاكا صارخا للدستور، فضلا عن أن ترامب سيكون قد بلغ الثانية والثمانين بحلول يوم الانتخابات.

وفي حال غادر ترامب البيت الأبيض نهائيا مع انتهاء ولايته الثانية، فإن معركة خلافته ستكون شديدة السخونة. فمن هم أبرز المرشحين؟

نائب الرئيس جي دي فانس
يعد نائب الرئيس فانس الوريث الأوضح لترامب، ليس فقط لأنه الأصغر سنا ويشغل موقع نائب الرئيس، بل أيضا لأنه تخلى منذ فترة طويلة عن الانتقادات التي كان يوجهها لترامب، ورغم وصفه له في عام 2016 بأنه قد يكون "هتلر أمريكا"، إلا أن قاعدة "ماغا" غفرت له ذلك.
ويساعده في التواصل مع مؤيدي ترامب من الطبقة العاملة نشأته الصعبة التي وثقها في كتابه "مرثية هيلبيلي". كما أنه يشاطر ترامب ميوله الانعزالية في السياسة الخارجية. ويشتهر فانس بمواجهاته مع الإعلام، لكنه لم يصنع عداءات كبيرة داخل الحزب الجمهوري في عهد ترامب. ومع أن بعض الشكوك تحيط بحدسه السياسي، فإن فانس يتصدر المشهد حاليا كأبرز مرشح لخلافة ترامب.

دونالد ترامب الابن
يستمد ترامب الابن موقعه المتقدم في هذه القائمة من نفوذ والده داخل الحزب أكثر مما يستمده من قدراته السياسية التي ما زالت غير مختبرة. وقد نجح الرئيس في النجاة من عواصف سياسية عديدة بفضل ولاء قاعدته، ويبقى السؤال هل سينتقل هذا الولاء إلى ابنه الأكبر.
ويقتصر نشاط ترامب الابن حاليا على منشوراته النارية في وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديمه برنامجا إذاعيا يحمل اسم "Triggered"، إضافة إلى متابعة مصالحه التجارية.
غير أن بعض المتشككين يرون أنه قد يحمل السلبيات ذاتها التي ارتبطت بوالده دون أن يتمتع بالمزايا نفسها داخل القاعدة الجمهورية، ومع ذلك فإن أي محاولة منه للترشح ستؤخذ على محمل الجد.

السيناتور توم كوتون
ظهر قرار السيناتور كوتون بعدم خوض سباق 2024 صائبا، إذ كان ترامب سيهيمن على أي منافس، فيما خرج كوتون سالما من تهمة "عدم الولاء". وبصفته محاربا قدامى خدم في العراق وأفغانستان، يتمتع كوتون بقدرة على تبني مواقف تجذب الناخبين الجمهوريين، ومنها مطالبته بالتحقيق مع المحقق الخاص السابق جاك سميث بتهمة محاولة التأثير على انتخابات 2024 من خلال ملاحقة ترامب قضائيا.
وكوتون خطيب بارع وذو مواقف أكثر تشددا من فانس في السياسة الخارجية، وإذا قرر الترشح فسيكون منافسا من الصف الأول.

السيناتور تيد كروز
رغم مرور سنوات طويلة على انتخابات 2016، فإن كروز كان أبرز منافسي ترامب آنذاك، وشهدت تلك الحملة مواجهة شرسة تبادل خلالها الرجلان الاتهامات.
ومع مرور الوقت تبنى كروز موقفا أكثر تقاربا مع ترامب، ويظل أحد أشهر الوجوه الجمهورية. غير أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت بعض دوائر "ماغا" ما زالت تشكك في نواياه.

وزير الخارجية ماركو روبيو
يواجه روبيو التحديات ذاتها التي يواجهها كروز، لكنه يستفيد من موقعه الحالي في قلب إدارة ترامب.
وقد سبق أن سخر ترامب منه في 2016 ووصفه بـ"ليتل ماركو"، لكنه بات اليوم من أشد المدافعين عن سياسة ترامب الخارجية على شاشات التلفزيون. ويمثل روبيو جسرا بين الانعزالية التي يتبناها تيار "أمريكا أولا" والجمهوريين التقليديين الأكثر تشددا. ورغم أنه اعتبر في السابق "منقذ الحزب الجمهوري" بحسب غلاف مجلة تايم عام 2013، إلا أن الناخبين الجمهوريين لم يتبنوا هذه الرؤية بعد.

حاكم فلوريدا رون ديسانتيس
نجح ديسانتيس في استعادة بعض شعبيته بين أنصار ترامب بعد أن روج لمركز احتجاز المهاجرين المثير للجدل "أليغاتور ألكاتراز" في إيفرغليدز بفلوريدا.
ورغم زيارة ترامب للمركز، فإنه يخضع لإدارة الولاية وبالتالي لديسانتيس. وقد أمر قاض بإغلاقه لكن الحاكم أعلن عن افتتاح مركز آخر تحت اسم "مستودع الترحيل".
ومثل هذه التحركات ساعدت ديسانتيس على الظهور كمنافس جدي لترامب في 2024، إلا أن حملته آنذاك جاءت مخيبة للآمال وأضرت بمستقبله السياسي.

السيناتور جوش هاولي 
قد يشكل هاولي مفاجأة إذا قرر خوض سباق 2028، إذ يحرص على استمالة الطبقة العاملة أكثر من أي جمهوري آخر باستثناء ترامب نفسه. فهو من أشد المنتقدين لتداول الأسهم من قبل أعضاء الكونغرس، كما تحالف بشكل غير متوقع مع بيرني ساندرز للضغط من أجل وضع سقف لأسعار الفائدة على بطاقات الائتمان.
ويقف أيضا إلى جانب العمال عبر مشروعات قوانين تسعى لتقييد مماطلة أصحاب العمل في المفاوضات مع النقابات. غير أن خصومه يرونه متناقضا بحكم مواقفه الاجتماعية المتشددة، كما ينظر إليه بعض الجمهوريين بريبة. ومع ذلك فإن احتمال ترشحه يظل مثيرا للاهتمام.

النائبة مارغوري تايلور غرين
تعد غرين من أكثر الشخصيات إثارة للجدل، وقد أحدثت ضجة منذ دخولها الكونغرس عام 2020. واشتهرت بصداماتها مع الديمقراطيين، بل وحتى مع بعض الجمهوريين مثل لورين بويبرت.
وأثارت جدلا كبيرا عندما وصفت أفعال إسرائيل في غزة بأنها "إبادة جماعية"، كما اتهمت حزبها بالتخلي عن شعار "أمريكا أولا" وخيانة العمال والأمريكيين العاديين. لكن تبقى مسألة قابليتها للانتخاب على المستوى الوطني موضع شك كبير، وقد يعتبر ترشيحها مغامرة كبرى.

السيناتور تيم سكوت
يتمتع سكوت بسمعة طيبة داخل الحزب الجمهوري ويعتبر شخصية ودودة حتى وسط أجواء الانقسام. ويحظى بتقدير ترامب وجميع تيارات الحزب تقريبا. كما أنه الجمهوري الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ، وهو ما قد يساعد الحزب على جذب المزيد من الناخبين السود إذا تمكن من حصد الترشيح.
لكن حملته السابقة لم تنجح في كسب الزخم، ولا توجد مؤشرات على أنه سيتجاوز المرشحين الأبرز في 2028.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل