الثبات ـ عربي
رغم كثافة التصريحات الإسرائيلية حول الهجوم الأخير على اليمن، والمزاعم عن قصف رموز القوة والأهداف الاستراتيجية، ومحطات الطاقة ومستودعات الوقود والقصر الرئاسي، لكن السؤال المحرج الذي يطرحه الخبراء على صناع القرار في کیان الاحتلال هو: كيف أن الكيان الذي تمكن من الطيران لمسافة 2000 كيلومتر للرد على صاروخ اليمن، لم يتمكن منذ عامين من إنقاذ أسرى على بعد كيلومترين وعمق عشرين مترا في غزة.
نير كيبنيس الكاتب في موقع واللا، ذكر أن "هذا النوع من التحسّن التكنولوجي لليمنيين مقارنة بالصواريخ التي أطلقت على الاحتلال حتى الآن، يعني أنه سيأتي اليوم، في غضون عشرة أشهر أو عشر سنوات، وسيكون لديهم نفس القدرة الباليستية التي ميزت الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في يونيو قبل أكثر من شهرين بقليل، وهو ما تشير اليه تجاربنا العسكرية في غزة ولبنان".
وأكد أن "جميع الاسرائيليين يدفعون، وسيواصلون دفع ثمن، سياسة الحكومة الحالية، حتى تقرر إنهاء الحرب باتفاق إقليمي، لأن البديل عن ذلك، ورغم دقة القصف الجوي الإسرائيلي على بُعد آلاف الكيلومترات، فسوف تعود إلينا الصواريخ من اليمن: أكثر دقة، وأقوى، وأكثر فتكا".
ليئور بن آري الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن إطلاق الصاروخ ذي الرأس الحربي القابل للانشطار مؤخرا تصعيدا من جانب انصارالله، مما يجعلهم يُشكلون تحديا لها، وهم يدركون ذلك، ومن المُرجح ألا يُحل هذا التحدي بغارات جوية مُحددة، بل بحدث يُغير قواعد اللعبة، ويُؤثر على الحركة من الداخل، لأنهم يُطلقون الصواريخ والطائرات المُسيرة منذ بداية الحرب، ولا يُفوتون أي فرصة لتحمل المسؤولية، حتى عن عمليات إطلاق لم تصل الاحتلال قط، ولم يُسمع عنها من قبل.
وأضاف في مقال أن الصاروخ الأخير يُدعى فلسطين 2، استهدف مطار بن غوريون، وتزامن مع إطلاق طائرتين مُسيرتين استهدفا أهدافا حيوية في تل أبيب وعسقلان، وهي وسائل قتالية تنضم لأسماء أخرى تظهر بكثرة، مثل صاروخ ذو الفقار وطائرة مُسيرة من نوع يافا، مع أنه في البداية، بدا هذا مجرد إعلان روتيني آخر من قِبل انصارالله، ولم يتضح إلا لاحقا، بعد تقارير من اليمن، واختبارات أجراها جيش الاحتلال، أن الصاروخ المُستخدم برأس عنقودية.
وأوضح أن الرد الإسرائيلي على الحادثة غير المألوفة أعقبه مسارعة كبار مسؤولي انصارالله للرد بأن هذه الهجمات استهدفت منشآت مدنية، وأن اليمن لن يتوقف عن دعم الفلسطينيين حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار، وهددوا بمواصلة مهاجمة الکیان بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، مما يعني أنهم قد يُدخلون المزيد من الأسلحة في عملیاتهم، مما يستدعي من الکیان معالجة هذه التهديدات، بطرق غير تقليدية.