مقالات مختارة
ويستمر كيان العدو بالاعتداء على قرانا وعلى أهل الجنوب وشبابه خاصة، حتى الغرف الجاهزة التي تقدم أبسط الخدمات في هذه القرى الأمامية لا تسلم من وحشية هذا العدو، وكل هذا بعد التوافق الذي أتى بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار لتطبيق اتفاق 1701.
إنّ قرى الحافة الأمامية التي استباحها العدو ولا يزال يُمارس مراجله عليها، انتقاماً من بطولات مجاهديها اللذين أذاقوا ضباطه وجنوده ودباباته مرارة الحرمان من تحقيق أي تقدم أو انتصار بل هزيمة شنيعة له، وهذا ما كان يردده الشهيد الأسمى قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، الميدان ثمّ الميدان، لأنه كان يعرف تماماً بطولات هؤلاء المجاهدين الذين قلّ نظيرهم في العالم من الشجاعة والبطولة والحرفية في القتال، رغم كل التقنيات والأقمار الصناعية، ومساعدة غربية بأرفع أنواع الأسلحة المتطورة وبعضها محرّم دولياً، ولولا هذا الصمود الأسطوري للمجاهدين في قرى الحافة الأمامية لما رضخ هذا العدو لوقف إطلاق النار.
ثمّ ماذا بعد؟ في الداخل اللبناني والدولة التي من واجباتها حماية الوطن والمواطن عبر الجيش اللبناني الطيب والمظلوم والمحروم حتى من وسائل للدفاع عن نفسه، وحتى البريستيج للأسف لا يستخدم في السياسة عند أهل الحكم كان بالعادة أي اعتداء يُقدم شكوى للأمم المتحدة إلى أن وصلنا إلى مرحلة أصبح الكثير من الجو السياسي في البلد قلبه بخسته وحقارته يتعاطف مع العدو بدل من تعاطفه مع وطنه وأهله.
منذ زمن طويل خلصنا من مهزلة "قوة لبنان في ضعفه"، وصل هذا اللبنان بمقاومته الشريفة يُؤرق عيش هذا الكيان ومستوطنيه. للأسف أهل الحكم عندنا ومعه بقايا قوة لبنان في ضعفه من سياسيين وإعلاميين جماعة الطبل والزمر بحصريّة السلاح، يريدون أخذ لبنان إلى هذا الضعف الهزيل لأنهم أصلاً لم يكونوا يوماً مع لبنان القويّ وكانت تنغّصهم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
الآن المعوّل على حكمة فخامة الرئيس في تدوير الزوايا بين من يُريد أخذ لبنان إلى موقع الهزالة وبين من يريد بقاء لبنان بعناصر القوًة التي تحميه من اعتداءات مستقبليّة محدّقة به من أكثر من جهة.
أيضاً ليت عالمنا العربي يبقى معتزاً بما نشاهده في اليمن بقلة إمكاناته يُحاصر هذا الكيان في الجو والبحر مواجهاً كل البوارج الأمريكية التي أتت لفك الحصار عنه بعد أن أعطب ما أعطب منها، وآخرها ترومان التي عادت إلى أمريكا منكسة بعد معاناة الرعب التي وصلت إلى سقوط طائرات أف 18 عنها في البحر.
وتبقى مسؤولية الحكم في لبنان البحث عن تمويل إعادة إعمار ما دمّره العدوان مع أي جهة تريد المساعدة وفي حال التلكؤ والخضوع لشروط المبعوثين والمبعوثات يخشى أن يكون هذا الملف عامل لعدم الاستقرار في لبنان، لأنه ليس لأهالي القرى، خصوصاً المدمّرة، أن تبقى ساكتة ومحرومة من العودة إليها.
إبراهيم السكيكي