بين مطرقة العدو وسندان المتخاذل، تقف الضاحية الجنوبية كرمز للكرامة .. ولن تنكسر

الإثنين 28 نيسان , 2025 01:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في كل مرة تتساقط صواريخ العدو الصهيوني على الضاحية الجنوبية، لا يكتفي البعض بالصمت، بل يذهبون إلى ما هو أبشع: الاحتفال.

الرقص في زواريب بعض الأحياء التي يهيمن عليها ميليشيات القوات والكتائب زمن الاجتياح، والفرح على أنقاض البيوت المقصوفة اليوم، ليسا مشهدين معزولين، بل امتداد طبيعي لعقلية لا ترى في أهل الضاحية شركاء في الوطن، بل أعداء في الدين والسياسة والمصير، علينا أن نقول الأمور كما هي.

هذا ليس خلافًا سياسيًا، بل سقوط أخلاقي. فمن يشمت بموت طفل تحت ركام بيته، أو يُطلق النكات على امرأة تُنتشل من بين الأنقاض، لا يختلف عن الذي ضغط على زر الصاروخ. كلاهما قاتل؛ الأول بالفعل والثاني بالموقف.

نعم، قلناها منذ سنين، ولسنا نكررها اليوم بدافع الانفعال، بل لأن المشهد بات صارخًا: لسنا شركاء في وطن، بل محاطون بأعداء الداخل الذين يتقاطعون مع أجندات الخارج.

الصهيوني يقصف، والمتواطئ يبرر، والمتذاكي يحلل، والجبان يختبئ خلف ستار "السيادة" بينما يصفق لضربات العدو بحجة "نزع السلاح".

العدو الخارجي واضح، معروف، لا يتخفّى. أما العدو الداخلي، فجبان متخفٍّ خلف خطاب المدنية والتقدم، لكنه كلما قُصفنا، ابتهج، وكلما دفنا شهداءنا، دعا إلى نزع سلاحنا.

بين مطرقة الصهيوني وسندان المتخاذل، تقف الضاحية الجنوبية كرمز للكرامة، لا تنكسر. ولكن ما أصعب أن تُطعن من خاصرتك، من أولئك الذين يدّعون أنهم أبناء البلد نفسه، بينما هم يفرحون بمآسيك، ويعدّون أنفاسك، ويتشفّون بجراحك.

إنه تسونامي الأعداء. فبين من يسعى إلى استدراج المقاومة إلى حرب استنزاف مع العدو، ومن يعمل على إشعال حرب أهلية تحت عباءة الطائفية، تتلاقى المصالح، ويتقاطع الحقد، في محاولة محمومة لنزع سلاح المقاومة تحت راية "الشرعية الدولية".

لكننا لن ننسى. فكما لم تنسَ السماء دم الحسين عليه السلام، لن ننسى نحن من فرح بموتنا، ومن صفّق لعدونا، ومن جعل من الوطنية عباءة يلبسها متى شاء، وينزعها حين تقصف الضاحية.

الوطن ليس جغرافيا فقط، بل مواقف. ومن لا يحزن لقصفنا، لا ينتمي لنا، لا وطنًا ولا وجعًا ولا شرفًا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل