حين يصبح الخاطف دبلوماسيًا .. وقاحة ببدلة رسمية

الثلاثاء 22 نيسان , 2025 05:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

من عجائب هذا البلد، أن يتحوّل "القواتي" إلى وزير خارجية يُفترض به أن يمثّل لبنان أمام العالم، لا أن يختصر تمثيله في تنفيذ أوامر مشغّليه من وراء البحار، والتطاول على من لا يشبهه لا في التاريخ ولا في المبادئ ولا حتى في اللغة السياسية.

يوسف رجي، الوزير الذي اختار أن يستدعي السفير الإيراني في لبنان، لا لأنه تدخل في الشأن الداخلي، بل لأنه عبّر عن موقف! موقف أوجعهم لأنه يُدين الاحتلال ويقف مع مقاومة شعب يُذبح كل يوم.

الوزير "الديبلوماسي" لم يجد في المجازر الإسرائيلية اليومية، لا ما يستدعي بيان إدانة، ولا حتى تغريدة باهتة، لكنه استنفر كل ما لديه لأن تغريدة السفير الإيراني أزعجت "إسرائيل كاتس"!

الوزير الذي كان بالأمس على البربارة، واليوم على رأس الدبلوماسية، لم يتغيّر كثيرًا. بقيت لغة الحقد ذاتها، والعقلية ذاتها، بل زادت وقاحته بعدما صار يُنفذ الأوامر من دون خجل. من وزارة الخارجية إلى حارة معراب، يكتبون له الخطابات، ويهمسون في أذنه: "هاجم إيران، وهاجم من يعادي إسرائيل"، فينفّذ بكل طواعية.

نصيحة للسفير الإيراني، وهو رجل يعرف جيدًا تقلبات السياسة اللبنانية: قبل أن ترد على استدعاء الوزير "الرجي"، سلْه عن مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الذين خُطفوا على أحد الحواجز في عزّ الحرب.

سلْه عن دور ميليشياته في تلك المرحلة السوداء. ربما لن يجيب، أو ربما سيضحك بخبث، فالماضي بالنسبة له ليس تهمة بل شرفٌ يتباهى به في غفلة من الزمن.

إنها مهزلة دبلوماسية جديدة، مضمونها تصفية حسابات مع كل من لا ينحني لإسرائيل.

لكن ليطمئن الوزير، فالمقاومة التي أخرجت السفارات الإسرائيلية والأميركية من بيروت، قادرة أن تضع حدًا لوقاحته الدبلوماسية... أو الميليشياوية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل