مفوض لبنان.. "الأميركي البشع" برتبة ملازم ــ يونس عودة

الإثنين 21 نيسان , 2025 12:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تنزل المفاجأة على الكثيرين حين تجاوزت المفوضة الاميركية غير السامية مورغان اورتاغوس, ليس فقط الحدود الدبلوماسية التي يجب ان تتسم بها على الاقل، إنما تجاوزت أدنى التعامل الاخلاقي منذ ان اختارها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 20 كانون الثاني الماضي اي قيل ثلاثة أشهر , للامساك بالملف الاخطر في الصراع بين لبنان والكيان الصهيوني ,كنائبة للمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط؛ المطور العقاري ستيفن ويتكوف.

ما ارتكبته اورتاغوس لا يعد في التصنيف بانه "فاولات" بل التسبب في ضربات جزاء ,جراء التقصد العدواني ومراكمة الاستفزاز , سيما انها تدرجت في العمل الاستخباري من محللة استخبارات في وزارة الخزانة الأمريكية ، ثم كمسؤولة عن الشؤون العامة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية , قبل ان يتم في عام 2014،  كضابط استخبارات في احتياطي البحرية الأمريكية. اضافة الى وظائف متعددة تدرجت فيها بما في ذلك في السياسة والاقتصاد والتحريض على الحروب في مراكز بحثية حتى انها لعبت دورًا رئيسيًا في اتفاقيات ابراهام المشؤومة , ربما لحيازتها على ألقاب ملكة جمال أوبورنديل، وملكة جمال مراهقات أوبورنديل، وملكة جمال الحمضيات في فلوريدا، وملكة جمال زهرة البرتقال، ولكن كل هذا وذاك شأن خاص في استعراض الموهبة والتمتع برعاية خاصة.
ان اورتاغوس منذ توليتها منصبها الحالي , لا تفوت فرصة في كل زيارة الى لبنان الا وتحاول زرع الفتن بين اللبنانيين من جهة , واهانة المسؤولين, والتابعين من اصحاب الرعاية الخاصة , والغمز من قنوات لا تخلو من التهديد حين تواجه بالحقائق, وبكثير من الدبلوماسية , لكن المنظومة الاخلاقية الاميركية لا يمكن ان تقر بها ولو كانت القرائن دامغة ولا يمكن التغافل عنها .
ان الارتكاب القصدي, للمعتوهة دبلوماسيا - مورغان اورتاغوس - بحق السياسي اللبناني وليد جنبلاط الذي له تجارب مرة كالعلقم مع الاميركيين , وهو عبر عن ذلك غير مرة, حتى في عز صداقته مع السفير السيئ الصيت والسمعة جيفري فيلتمان ,والاعلان عن الاستعداد لان يكون عامل نظافة في اميركا ,لا يمكن قبوله , وبكل الاحوال كان رد جنبلاط حكيما بقوله - "الاميركي البشع "وهذا تعريف سياسي حقيقي  ومتداول منذ ان بدأت اميركا نشر الحروب والفتن , ورعاية الانقلابات الفاشية في العالم مثل بينوشيه التشيلي في السبعينيات ,وتنصيب الطغاة ,, الخ.. وهذا جزء من المنظومة الثقافية الاميركية خاصة والغربية عموما , والمغطاة بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان،  وهذا ايضاً من عدة القتل والتدمير .
 من نافل القول إن الأخلاق الإنسانية تأتي من استمرار العادة والاستئناس بالطباع والسلوكيات الأخلاقية المتوارثة، التي تنتج قيمة إنسانية ذات معايير يسهل حشوها واتباعها, والنظام الغربي المطبوع بالاستعمار , وان بقيت في شعوب بلدانه قيماً انسانية صادقة وحقيقية انتجتها المجتمعات المتلاقحة مع الموروث الاجتماعي والفلسفي, بدأ التخلي عن القيم والاخلاق الحميدة منذ وعد بلفور المشؤوم الذي وعد قتلة ولصوص بارض ليست ملكا له ولا لهم , كعدوان غاشم على القيم الانسانية والاخلاقية وحتى الدبلوماسية الفظة, ما يعكس فسادا اخلاقيا , للنظام السياسي الغربي, والذي ازداد شراسة بعد الحرب العالمية الثانية , واستفراساً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي , ليكون العدوان الصهيوني - الغربي على فلسطين عامة وعلى غزة والضفة ولبنان منذ سنة ونصف, وهو متواصل ليعلن سقوط  الأخلاق السياسية الغربية التي اختارت الغدر والخداع عنواناً لممارساتها السياسية في العالم، وسقوط الاخلاق الاعلامية التي صنعت للتلاعب  في تشكيل وعي الجمهور وإدراكه وقناعاته, وغرس الذاكرة بسموم ان قوة الحق لا يمكنها ان تقاوم القوة الغاشمة.. والافضل ان ينصاع البشر للقوة ويسجدوا امامها , وان من يطالب بحقه ويعمل على الدفاع عنه، فلينظر الى مأساة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ,وهو مذبوح على عتبات الدول العربية , والامة بكل نظمها المتناقضة تتفرج , وهي اختارت الحياة تحت نعل هوائي بدل البسطار، ليبدو انه اختيار طوعي وليس ترهيبا .وعلى الشعوب مبايعة الحكام لانهم ادرى بمصالح الوطن والامة , وهم الهداة والاتقياء الانقياء , رغم ما يشهدون من الظلم والاستبداد بحماية آلة عسكرية قمعية , وآلة اعلامية تسوق لمحاسن ظلم السوية ,كعدل للرعية , رغم فضح الموقف الأخلاقي. الذي يؤسس لعوامل الانفجار والمقاومة .
منذ ايام تمت ترقية مورغان اورتاغوس من رتبة ملازم استخبارات احتياطي في البحرية الأمريكية الى رتبة قائد ملازم , وقد اقسمت اليمين امام الوزير بيت هيجيسث على الولاء لكل المنظومة الاميركية وخدمتها, بما فيها الاخلاقية, ولذلك احتفلت بترقيتها متوجهة بعبارة تختزن عنجهية ,تحمل في طياتها تهديدا للسياسي اللبناني وليد جنبلاط من "الاميركي البشع" الذي حاز رتبة ملازم قائد .اي بمعنى اخر الوصي على لبنان , والاصح على اتباع اميركا في لبنان , يحمل رتبة ملازم.. "مبرووك".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل