يلي "بيطلع" من سلاحه بيعرى

السبت 19 نيسان , 2025 08:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات
في زمن التهافت والتطبيع، أصبح كل ثابت مستهدف، وكل شريف مهدد، وكل مقاوم محاصر. في هذا الزمن الرديء، يحاول البعض أن يُسقط سلاح المقاومة من يد من حمله بشرف، ليبقى العدو آمناً، والمحتل مطمئناً، والشعوب مكشوفة، عزلاء، وعارية.

لكن الحقيقة الصلبة، التي لا تقبل التزييف ولا الالتفاف، أن من يتخلى عن سلاحه، يتخلى عن شرفه.
"يلي بيطلع من سلاحه بيعرى"، لأن السلاح في سياقنا ليس بندقية فقط، بل هو هوية، وكرامة، ووجود.

سلاح حزب الله: من الجنوب إلى الوجدان

ليس سلاح حزب الله مجرد أدوات عسكرية، بل هو مشروع مقاومة عمره عقود.
من أيام الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، مروراً بحرب 2006، وصولاً إلى معادلة الردع الحالية، أثبت هذا السلاح أنه خط الدفاع الأول والأخير في وجه عدو لا يعرف إلا منطق القوة.

كل صاروخ، كل موقع، كل شهيد، كان يخط بالدم معادلة جديدة: لبنان ليس ساحة مفتوحة للعدو، لبنان لديه من يحميه.

من يريد نزع السلاح... ينزع روحه أولاً

المطالبة بنزع سلاح المقاومة ليست بريئة، من يطالب بنزع سلاح حزب الله، لا يسعى إلى سيادة الدولة، بل يسعى إلى تعرية الدولة أمام العدو، وتسليم قرارها لمن لا يعرف من السيادة إلا اسمها.

هو لا يريد دولة قوية، بل يريد دولة منزوعة الدفاع، لا صوت لها، ولا موقف.

والمعادلة هنا واضحة: سلاح حزب الله ليس عقبة أمام الدولة، بل هو ما تبقى من الدولة حين تتخلى بقية المؤسسات عن دورها.

السلاح ليس للتفاوض… بل للتوازن

في عالم تحكمه موازين القوى، لا مكان للضعفاء، وحزب الله لم يطلب من أحد أن يقاتل معه، لكنه يطلب فقط أن يُترك وشأنه، لا يُطعَن من الخلف، ولا يُساوَم عليه على طاولة المفاوضات.

السلاح الذي حرر، والذي ردع، والذي حمى ـ لن يُسلَّم لأحد، وسيبقى حيث هو، ما دام العدو حيث هو.

من يعرّي المقاومة... يعرّي الوطن

أعداء سلاح المقاومة يُجمعون على هدف واحد: تحويل لبنان من وطن مقاوم، إلى وطن خاضع.

لكن ما لا يعرفونه هو أن في هذا البلد رجالاً لا يساومون، ولا يخافون، ولا ينسون: كل بندقية نُصبت في الجنوب، وكل يد نزفت، وكل روح ارتقت ستبقى شاهداً على أن الشرف لا يُباع، والسلاح لا يُسلَّم.

ومن يريد نزع سلاح الشرف... ستُنزَع روحه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل