الثبات- إسلاميات

الصلاة باب الخيرات ومفتاح لفعل الصالحات، ومن المُشاهد أن المحافظ على الصلاة يوفقه الله لأعمال الخير وأعمال أهل الجنة، ويكون بعيدًا ومحفوظًا عن أعمال أهل النار، قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبالتالي يوفق الملازم عليها لأعمال البر، ووعد الله بالجنة بفضله لمن حافظ على إقامة الصلاة، فالصلاة فيها اتخاذ عهد عند الله تعالى بدخول الجنة

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على العبادِ، فمَن جاء بهنَّ، لم يُضَيِّعْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقهنَّ، كان له عند اللهِ عهدٌ أن يُدْخِلَهُ الجنةَ، ومَن لم يأتِ بهِنَّ، فليسَ له عند اللهِ عهدٌ، إنْ شاءَ عذَّبَهُ، وإنْ شاءَ أدخلَهُ الجنةَ))

قوله صلى الله عليه وسلم: ((كان له عند الله عهد)) أي: وعد منه سبحانه أن يدخله الجنة بفضله يوم القيامة، وهذا وأمثاله مما ورد في السُّنة محتمل لمعنيين:

دخول الجنة من غير سابقة تطهير، وهذا هو المراد هنا إن شاء الله؛ لأنَّ الغالب على مَن وُفِّقَ للمحافظة على الصلاة أن يكون محسِنًا في العمل؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر

 والمعنى الثاني: أن يكون مآله الجنة ولو أُخذ ببعض الذنوب، وهذا ينطبق على الأحاديث الدالة على أن مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، أما هنا فالظاهر المعنى الأول

وعن كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر مسندي ظهورنا إلى مسجده فقال صلى الله عليه وسلم : ((ما أجلسكم ؟)) قلنا : جلسنا ننتظر الصلاة، قال : فأرمَّ –أي سكت- قليلا، ثم أقبل علينا فقال صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما يقول ربكم ؟)) قلنا: لا،  قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن ربكم يقول: من صلى الصلوات الخمس لوقتها، وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا لحقها؛ فله عليَّ عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها، ولم يحافظ عليها، وضيّعها استخفافا بحقها فلا عهد له عليَّ، إن شئتُ عذبته، وإن شئتُ غفرتُ له))