لا للسلاح "الكتائبي" الذي أشعل الحرب الأهلية _ د. نسيب حطيط

الأحد 13 نيسان , 2025 03:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يكرّر اليمين المسيحي، المتحالف مع العدو "الإسرائيلي"، خطيئته عندما أشعل الحرب الأهلية يوم 13 نيسان عام 75 بسلاح غير شرعي، مع أنه كان ممسكاً بالسلطة، ويملك سلاح الجيش الشرعي والسلاح "اللا شرعي" الذي أخذه من العدو "الإسرائيلي" ومن شاه إيران بحجّة الرد على تجاوزات المقاومة الفلسطينية، وارتكب مجزرة "بوسطة عين الرمانة". 
لم يكن الشيعة في العام 1975 يملكون السلاح ولا المدارس ولا الطرقات ولا المستشفيات، ولم يكونوا في السلطة، ولم تكن لهم دولة داعمة لا في الشرق ولا في الغرب، بينما كان المسيحيون الذي يقودهم حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار يتنقلون في تحالفاتهم من "إسرائيل" الى إيران الى فرنسا الى بغداد والى مصر عبد الناصر!
اليمين المسيحي المتحالف مع "إسرائيل" والغرب هو أول من ادخل السلاح الى لبنان خارج إطار الدولة، وأول من أسس "ميليشيا" مسلّحة خارج إطار الدولة، وكان دويلة داخل الدولة، بينما كان الشيعة آخر الطوائف التي أسست ميلشيا وحملت السلاح، لكن ضد العدو "الإسرائيلي"، ولم تشترك في الحرب الأهلية إلا دفاعاً عن مناطقها، وحمت المسيحيين ولم تهجّرهم كردّة فعل على تهجير الشيعة من النبعة وبرج حمود وغيرها.
اليمين المسيحي هو من شرّع "الخيانة" والتعامل مع "اسرائيل" باسم الجبهة اللبنانية التي دعمت سعد حداد ليشكّل دولته الحرة بحماية العدو "الاسرائيلي"، وشرّعت قيادة الجيش (المسيحية) تمرّد سعد حداد، وبقيت تدفع رواتبه وهو ينفذ السياسة "الإسرائيلية"، فكان سلاحه "اسرائيلياً" ورواتبه لبنانية والغطاء السياسي من القيادات المسيحية اللبنانية.
اليمين المسيحي بقيادة "الكتائب" الذي يتزعمه "آل الجميل" منذ تأسيسه، وحزب الوطنيين الأحرار الذي يتزعمه "آل شمعون" منذ تأسيسه، وابنتهما "القوات اللبنانية" المولودة "بعملية قيصرية" في مجزرة "الصفرا" لتوحيد البندقية المسيحية، هو الذي حمّل لبنان وزر المقاومة الفلسطينية المسلّحة على حساب الشيعة في جنوب لبنان، وسمح لهم بالإقامة المسلّحة حتى صاروا سلطة تحكم الجنوب، واليمين المسيحي هو الذي وافق ان لا يدخل الجيش اللبناني منطقه "فتح لاند" في الجنوب يما عرف "باتفاق القاهرة".
اليمين المسيحي من الكتائب والأحرار هو الذين أدخل "إسرائيل" الى لبنان في الحرب الأهلية عام 75، وفي اجتياح 1978، وتحالف معها ليستلموا السلطة ورئاسة الجمهورية في اجتياح عام 1982.
اليمين المسيحي، بقيادة الجبهة اللبنانية، هو الذين ناشد الرئيس حافظ الأسد للدخول الى لبنان، لإنقاذهم من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
 اليمين المسيحي هو الذي شرّع أبواب لبنان للأسطول السادس الأمريكي عام 1958، للاستعانة به ضد الثوار الذي انتفضوا على الحكم.
اليمين المسيحي هو الذي منع إعادة النازحين السوريين المفروضين بالإكراه على الشعب اللبناني، واعتصم في "عرسال" لحمايتهم، حتى يستعين بهم في معركته الداخلية القادمة عندما يطلب الأمريكيون و"الإسرائيليون" ذلك.
اليمين المسيحي هو أصل خراب لبنان الذي أسس لمنظومة الميليشيات والسلاح غير الشرعي والميليشيات غير الشرعية، وأسّس لمنظومة الخيانة والعمالة المتعدّدة الجنسيات من أجل هدف واحد؛ ان تبقى السلطة بيده.
يطالب اليمين المسيحي، المتحالف مع "إسرائيل"، بنزع سلاح المقاومة التي تدافع عن لبنان.. هذا السلاح الذي لم يُستعمل في حرب داخلية، إنما حمى لبنان من العدو "الاسرائيلي"، ومن القوات المتعدّدة الجنسيات، ومن الجماعات التكفيرية، وحرّر لبنان من اصدقاء الكتائب والاحرار والقوات اللبنانية، لذا يقوم هذا التحالف اليميني بهجوم إعلامي وسياسي، بتكليف أميركي - "إسرائيلي"، لنزع السلاح الشريف والمقاوم، مقابل استعادة السلطة والحكم.
كانت دوله سعد حداد "الإسرائيلية" جنوبي الليطاني، أما دولة "جولاني لبنان" المسيحية المتطرفة صارت في جبل لبنان بما يعرف بمحيط "سفارة عوكر" او الحزام الأمني للقاعدة الأميركية في عوكر.
سيبقى السلاح المقاوم الشريف ولن ينزعه أحد، وإذا اضطر هذا السلاح سيبادر لنزع سلاح العملاء من اليمين المسيحي، الذين نزعوا سلاح الجيش اللبناني سابقاً.
نناشد العقلاء من الإخوة المسيحيين التحرك وعدم الصمت، حتى لا يُدخلهم "جولاني لبنان"؛ الفاشل عسكرياً وسياسياً، في مغامرة جديدة ويشعل نار الحرب الأهلية مجدداً، والتي ستهجّر المسيحيين وتُنهك الشيعة وتفتح أبواب التوطين للاجئين وتجنيس النازحين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل