أقلام الثبات
طوال أربعة أشهر، وبعد وقف النار الأحادي من طرف المقاومة، ونتيجة الغرور والحمق السياسي للتحالف الأميركي - "الإسرائيلي" وأذنابه اللبنانيين، لاستمرارهم باغتيالاتهم اليومية، وقصف الضاحية، ومنع الأهالي من العودة الى قراهم المدمرة وإعمارها، والتهديد الدائم بعودة الحرب، بالتلازم مع تعيين "الحاكم الإداري الأميركي"، أُلقيت على المقاومة مسؤولية تاريخية بعدم الوقوع في الخطيئة الكبرى وتسليم سلاحها، ومن النعم الإلهية ان رزقنا الله بأعداء مغرورين وحمقى ويقولون بأفعالهم، مما يمنعنا أن نطيعهم او نأمن لهم او نصدّق وعودهم.
لا يزال السلاح بيدنا، ومع ذلك لا تزال "إسرائيل" تغتال المقاومين وعائلاتهم في سياراتهم المدنية؛ من الجنوب حتى الهرمل، وهم لا يحملون سلاحاً ولا يقاتلون على جبهات القتال.
لا يزال السلاح بيدنا "، و"إسرائيل" تغتال المقاومين بتهمة التفكير بالتخطيط لقتالها، وربما ستقتلهم لأنهم يدعون الله سبحانه لهزيمتها.
لا يزال السلاح بيدنا، وإسرائيل تمنع أهل القرى المدمّرة من إعمارها والمبيت فيها ليلاً وتقصف حتى الغرف الجاهزة للبلديات والهيئات الإغاثية وتهددنا ان لا إعمار ولا عودة قبل خمس سنوات ..ويمكن ان تمنعنا من العودة نهائياً!
لا يزال السلاح بيدنا... وممنوع وصول أموال الإعمار او طائرات إيران المدنية !
لا يزال السلاح بيدنا...ويتم طرد الموظفة المحجّبة من تلفزيون لبنان الرسمي والعمال المؤيدين للمقاومة من المطار وعدم مشاركة المقاومة بالحكومة للممثلين حزبيين!
لا يزال السلاح بيدنا...ويجول "الحاكم الإداري الأميركي" على الرؤساء والمسؤولين والوزراء والنواب والموظفين ويعطيهم أوامره ويطالبهم بتنفيذ ما يقوله لهم ،بمهل قصيرة وإلا فإسرائيل على الابواب لتشن الحرب وستقطع أميركا المساعدات وتصادر أرصدة المسؤولين في البنوك العالمية.!
لا يزال السلاح بيدنا... والجماعات التكفيرية تهاجم الهرمل وتحتل القرى اللبنانية داخل سوريا ويتطاول علينا طحالب السياسة وأذناب أميركا الضعفاء!
لا يزال السلاح بيدنا ...وتعطينا امريكا مهلة للتطبيع ولجان التفاوض السياسية ولا تعدنا بشيء، مقابل السلام !
يريدون اخذ السلاح ،بلا مقابل، بلا ضمانات، بلا انسحابات، بلا تعهدات بعدم الخروقات الجوية والبرية والبحرية!
يريدون اخذ السلاح، مجاناً، بعنوان القوة وانتصار ،مشروعهم وهزيمة المقاومة ومحورها!
لكننا ووفق منطق العقلاء الذين قرأوا التاريخ وتعلموا منه، فإننا أمام خيارين :
- تسليم السلاح، ليسهل على العدو اجتياحنا وقتلنا وعلى التكفيريين ذبحنا وان يكون القتل والتدمير في صفوفنا وقرانا وبدل ان يتعب المحتل والغزاة في قتلنا، علينا أن نسهّل مهمته ليدمر بيوتنا او يحتلّها ليسكن فيها المستوطنون اليهود ،كما حصل في القرى السبع المحتلة او المستوطنين التكفيريين متعدّدي الجنسية كما حصل في الهرمل !
- التمسك بالسلاح والقتال دفاعاً عن النفس، ولجعل عملية قتلنا واجتياحنا، صعبة، بل مستحيلة وان لا يكون القتل في صفوفنا وحدنا ،بل في صفوف الأعداء وربما قد ينصرنا الله عليهم !
علينا ان نختار بين أن يرمينا الأعداء جثثاً، معصوبة ألأعين ومكتوفي الأيدي على الطرقات والبراري ومكبات النفايات او أن نزرع أجسادنا في المتاريس والخنادق ممسكة ببنادقها!
الحمد لله ،أن اعداءنا من الحمقى والمغرورين ولو كانوا اقوياء وطوال اربعة أشهر يصرخون بوجوهنا سنقتلكم سواء سلّمتم السلاح او لم تسلّموه...
أنتم عبيد "اسرائيل" الكبرى والفرعون الأميركي ...وعليكم ان لا تتعبونا بقتلكم ...سلّموا سلاحكم حتى نهجّركم كما سنهجّر "غزة" ونحتل ارضكم كما احتلّينا جنوب سوريا ونغيّر دينكم كما غيّرنا دين أكثر العرب، ليؤمنوا "بالديانة الإبراهيمية" التي كتبناها لهم.
لن نسلّم السلاح وسيبقى حامياً لبنان وشعبه...ولازال مجاهدونا يحترفون القتال والقنص ...
أميركا و"إسرائيل" تحذرّان المقاومة:،لا تسلّموا سلاحكم _ د. نسيب حطيط
الأربعاء 09 نيسان , 2025 02:13 توقيت بيروت
أقلام الثبات

