خاص الثبات
في الوقت الذي يتعرض فيه أهل غزة إلى إبادة جماعية تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، حيث تقصف الطائرات المقاتلة سماء القطاع يومًا بعد يوم، يبرز الصمت العربي المدوي كإدانة تضاف إلى الجرائم التي يرتكبها المحتل.
في هذا المشهد المؤلم، يأتي دور الأنظمة العربية التي كانت وما زالت تعيش في حالة من الخوف والرضوخ للإملاءات الغربية، لتكشف عن عوراتها بشكل جلي وواضح، حتى باتت أكثر من مجرد متفرجة على ما يحدث في غزة؛ إنها شريكة في الجريمة.
خيانة العهود وتواطؤ الأنظمة
لا يمكن وصف الموقف العربي إزاء ما يحدث في فلسطين إلا بالخيانة العظمى، خيانةٌ لم تقتصر على تواطؤ الحكام العرب مع المشاريع الغربية والإسرائيلية، بل تجلت في صمتهم المطبق أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة في غزة.
إن هذه الأنظمة، التي ظلت لعقود تلعب دور الراعي للحقوق الفلسطينية، كشفت وجهها الحقيقي مع أول فرصة قدمتها لهم القوى الكبرى، بدءًا من ترامب مرورًا بتطبيع العلاقات مع الاحتلال.
إن صمت الحكام العرب، بل وتواطؤهم مع أمريكا والكيان الصهيوني، يجعلهم شركاء في جريمة القرن التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. فمن المؤلم أن نرى بعض الدول العربية تتسابق للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي في الوقت الذي لا تكاد تتناثر فيه الاجساد الفلسطينية على الأرض في قطاع غزة.
إن الأنظمة العربية الحالية أصبحت، وبلا شك، أداة في يد القوى الاستعمارية الغربية، وظهرت على حقيقتها في ما يبدو من تفاهمات مع الاحتلال.
النفاق والتخاذل... تواطؤ مفضوح
لا يخفى على أحد أن الحكام العرب يعيشون في حالة من النفاق الذي يتجاوز كل حد، ففي الوقت الذي يرفع فيه البعض منهم شعارات "القدس قضية العرب الأولى" و"فلسطين في القلب"، يظهرون وجههم القبيح عندما يتعلق الأمر بالفعل لا بالكلمات.
ومع تصاعد معاناة الفلسطينيين، يزداد التخاذل العربي، ويختفي الدعم الذي كان من المفترض أن يكون ثابتًا، ويحل مكانه شعورٌ بالتسليم بالواقع القائم، ليبقى الشعب الفلسطيني وحيدًا في معركته.
غزة... معركة الشرف في وجه الأنظمة المنافقة
لن تكسر غزة صمودها، مهما كانت التضحيات، لأن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من أي قوة أخرى. وعلى الرغم من الخذلان الذي يعيشه الفلسطينيون من بعض الأنظمة العربية، إلا أن ما يعزز صمودهم هو شعورهم بأن الحق لا يموت، وأنه في النهاية سيأتي اليوم الذي تندحر فيه هذه الأنظمة المطبعة، وتعود المبادئ العربية والإسلامية إلى الصدارة.
أين أنتم أيها الحكام؟
أيها الحكام العرب الذين تتهافتون على إرضاء الغرب على حساب دماء شعوبكم، أين أنتم في وقت الحاجة؟ أين أنتم من نداءات الإغاثة والفزع التي يطلقها الشعب الفلسطيني؟ هل يقنعكم التذرع بالمصالح السياسية والاقتصادية لتبرير صمتكم؟ في حين أن الدم الفلسطيني يسفك في الشوارع؟
ستقف جميع الأنظمة العربية يومًا بين يدي الله، في محكمة لا مجال فيها للتهرب أو التبرير. فالله يعلم ما في القلوب، وسيحاسب كل خائن ومتواطئ على خذلان فلسطين.