أقلام الثبات
يتعرّض المسيحيون في الشرق لحرب اجتثاث على مستوى الجغرافيا والعقيدة، لتشتيتهم في دول العالم كأفراد غرباء، حيث تم تذويب الجماعة المسيحية في فلسطين وبلاد الشام الى مستوى الإلغاء الكامل او البقاء ،كوجود الرمزي منذ احتلال فلسطين ،مهد السيد المسيح(ع) وكنيسة القيامة والجغرافيا المقدّسة الأصلية للمسيحيين في العالم التي تتقدم على الجغرافيا المقدّسة المستحدثة في الفاتيكان .
ان الحرب على المسيحيين المشرقين تهدف الى أمرين :
- إلغاء الوجود المسيحي المشرقي الذي لا يزال يحمي العقيدة المسيحية الدينية من التلوث والانحراف الذي أصاب المسيحية الغربية الهجينة التي تجاوزت القيم الدينية المسيحية، للاعتراف بالمثلية وتفكيك الأسرة وإبعاد الكنيسة عن قضايا المجتمع والسياسة واستخدامها عند الحاجة كما فعل المحافظون الأميركيون الُجدد ويبدو انهم بدأوا، بصناعه خلايا تابعة لهم في لبنان، بعنوان "المحافظون الجدد"!
- صناعة ديموغرافيا إسلامية نقيّة، لا وجود للأقليات الدينية فيها من المسيحيين والعلويين والدروز والشيعة وتسليم السلطة الى الإسلام الأميركي المهجّن المتمثل بالجماعات التكفيرية التي تناقض المذاهب السنية الأربعة وتهميش مؤسساته المركزية مثال "الأزهر الشريف" ، لبناء إسلام تجنّده أميركا، لقتال أعدائها وتلقيحه بفتاوى دينية، لا تجيز قتال اليهود ولا المسيحيين الأمريكيين او الغربيين ويقتصر قتالها ضد المسيحيين المشرقيين وبقيه مذاهب المسلمين .
منذ احتلال فلسطين وتأسيس الكيان الإسرائيلي ،يتعرّض المسيحيون الفلسطينيون للتهجير ولم يبق منهم ،إلا القليل ، وبعد غزوة" "داعش" للعراق ،تهجّر المسيحيون وهُدمت كنائسهم ولم يبق منهم الا القليل اما المسيحيون السوريون وبعد غزوة "النصرة" واستلامها الحكم ،فإنهم يحزمون حقائبهم ،للمغادرة ، لتسقط كل الأماكن المقدسة في سوريا والتي تُعتبر نقطة الارتكاز المقدسة الثانية بعد فلسطين .
أما في لبنان ونتيجة لحماقة بعض قادة "اليمين المسيحي" وتحالفه مع إسرائيل" اليهودية" قد وضع المسيحيين اللبنانيين على حافه التهجير بعد اشعاله الحرب الأهلية والعرض الأميركي الذي حمله "دين براون" مبعوث وزير الخارجية هنري كيسنجر الى "الجبهة اللبنانية" ، بنقل مسيحيين الى كندا ويبدو أن المسيحيين في لبنان سيتعرّضون ،بسبب حساباتهم وتحالفاتهم الخاطئة التي تتعارض مع العقيدة المسيحية ،بالتحالف مع إسرائيل "اليهودية" والجماعات التكفيرية التي تكفّرهم، كمشركين، مما يطرح السؤال على هؤلاء القادة: كيف يمكن لمسيحي عاقل ومؤمن أن يتحالف مع يهودي حاول صلب المسيح (عليه السلام)، ومع تكفيري يقتل أتباع المسيح (عليه السلام)؟
لم يحم الغرب المسيحيين المشرقيين من اعتداءات "إسرائيل" اليهودية والجماعات التكفيرية مع قدرته على ذلك، بل ترك الحرية لثنائية القتل "اسرائيل والتكفيريين" ان يهجّروا المسيحيين ويقضوا على جذورهم التاريخية على مستوى العمران الديني من الكنائس او الوجود البشري.
إن المسيحيين المشرقيين ،ضحايا ثلاثية "إسرائيل والتكفير والقادة المغامرين" الحمقى الذين يحاولون إسقاط ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي حمتهم والتي تطرح التعايش معهم في وطن واحد.
مستقبل المسيحيين في لبنان ترسمه قيادات وأحزاب تحالفت مع "اسرائيل" وقبلها مع شاه إيران، ثم تطرح قيام جماعة " المحافظون الجدد" للمطالبة بقيام "فيدرالية دينية" تنحصر وظيفتها بتأمين جغرافيا حماية وترفيه لسفارة عوكر ومطارها ومينائها ،كقاعدة لقيادة الشرق الاوسط الجديد، دون اعتبار لمصالح المسيحيين المرحلية والاستراتيجية.
نوجه النداء ،للعقلاء من الأخوة المسيحيين في لبنان بأن يقدّموا مصالحهم على مصالح اسرائيل وأميركا وان لا يكونوا جنوداً في الحرب ضد المقاومة وأن يبقوا مع إخوتهم اللبنانيين من بقيه الطوائف، لحماية لبنان من الشر الأميركي - "الإسرائيلي" - التكفيري ،لأنه إذا سقطت المقاومة وانهزمت ،فلن يخسر الشيعة وحدهم، بل سيخسر لبنان بكل طوائفه وسيتم استباحته لتوطين الفلسطينيين والنازحين ويلتحق بسوريا التي ليس فيها دولة، بل جغرافيا ،تحكمها الفوضى والنهب والسبي وإلغاء الاخر "غير التكفيري"، بما فيهم أهل السّنة من المذاهب الأربعة الذين حكم قضاته على "ابن تيمية" وسجنوه في قلعه دمشق ،لأفكاره الدينية التي "تُجّسم الله سبحانه" تكفّر أغلب المسلمين وبقية العالمين ،ويبدو ان أتباع ابن تيميه عادوا الى دمشق ثانية، للثأر من المذاهب الأربعة ومن المسيحيين والدروز والشيعة والعلويين الذين كفّرهم ابن تيمية قبل مئات الأعوام!
القضاء على المسيحية المشرقية الأصيلة وهدم الإسلام القرآني بالمعول التكفيري مقدمة لإعلان "الديانة الإبراهيمية"، لذا نجدد النداء لأهلنا وأخوتنا المسيحيين وبقية الطوائف {قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}.
"مسيحيو الشرق"... ضحايا ثلاثية "إسرائيل والتكفيريين والقيادات" _ د. نسيب حطيط
الإثنين 24 آذار , 2025 11:42 توقيت بيروت
أقلام الثبات

