حاجة نتنياهو للهروب إلى تصعيد في الإقليم ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 24 آذار , 2025 01:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتجه "إسرائيل" الى مزيد من التوتر السياسي والاجتماعي في ظل الخلافات المتصاعدة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا. بالإضافة إلى ذلك، يلوح في الأفق خطر إجراء انتخابات مبكرة إذا فشل الائتلاف في تمرير ميزانية الدولة قبل نهاية الشهر.

وهكذا، مع توجّه الكنيست الى بدء المناقشات حول مشروع قانون الميزانية، مع تحديد التصويت في القراءة الثانية والثالثة يومي 25 أو 26 أذار/ مارس، تشير التوقعات إلى أن الائتلاف الحاكم سيفعل كل شيء من أجل تمرير الميزانية، نظراً لأن فشل تمريرها سيؤدي إلى حلّ الكنيست وإجراء انتخابات جديدة، وهو سيناريو يسعى نتنياهو إلى تجنبه بأي ثمن لعدم تجرّع كأس الانتخابات المرّ بعد تهاوى أسهمه وأسهم الليكود في الاستطلاعات.

منذ منتصف عام 2024، تتهاوى نسب تأييد الجمهور الإسرائيلي لنتنياهو، وتزداد معها النسب التي تدعوه للاستقالة؛ كما فعل رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي. وحسب استطلاع الرأي المتعددة، فإن حزب نتنياهو سيتراجع كثيراً إذا حصلت انتخابات مبكرة، متوقعة أن يكون البديل عنه، من خارج الحلبة السياسية، نفتالي بينيت؛ رئيس الوزراء الأسبق.

وحسب الاستطلاعات، يعتبر بينيت من أكثر الشخصيات شعبية في "إسرائيل" اليوم. وإذا قام بتأسيس حزب كما يخطط، فإن حزبه سوف ينال النسبة الأكبر من المقاعد. لكن، في حال لم يخض بينيت الانتخابات فإن الليكود يبقى الحزب الأكبر، يليه حزب «معسكر الدولة» بقيادة بيني غانتس.

ومع تزايد حركات الاحتجاج وتوسّع المظاهرات الواسعة في "إسرائيل"، يحتاج نتنياهو للهروب الى الأمام من الاستحقاقات الداخلية، لذا هو سيسعى لتوسيع الحرب في الإقليم، وهو ما حصل في نهاية الأسبوع الماضي، حيث قامت جهة مجهولة بإطلاق صواريخ بدائية من جنوب لبنان، وردّت إسرائيل بقصف واسع على مناطق متعددة من لبنان.

القصف "الإسرائيلي" الأخير رداً على الصواريخ المجهولة من لبنان، يذكّر بما في 6 نيسان 2023، حيث تمّ إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه "إسرائيل"، في ذروة الانقسام "الإسرائيلي" الداخلي. اتهمت حينها الحكومة الإسرائيلية فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ، بموافقة من حزب الله، وردّت في صباح 7 نيسان، بشنّ غارات على أهداف في مدينة صور اللبنانية وقطاع غزة كعقاب. كانت تلك الهجمات أكبر تصعيد بين لبنان و"إسرائيل" منذ حرب تموز 2006.

في المحصلة، يحتاج نتنياهو بقوة الى شيء ما في الإقليم، يجنّبه المساءلة الداخلية والانتخابات المبكرة في ظل توسّع الانقسام "الإسرائيلي" الداخلي، وهو الحال الذي كان عليه "الإسرائيليون" عام 2023، حين بشّر الرئيس "الإسرائيلي" ومعه العديد من المسؤولين بأن إسرائيل تتجه الى حرب أهلية لكن التطورات فيما بعد دفعتهم الى التماسك وصمد نتنياهو وحكومته في ظل الإبادة التي قاموا بها في غزة وحربهم على لبنان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل