أميركا ومبعوثها المتغطرس .. حين يتوهّم الصغار أنهم أوصياء على الكبار!

الإثنين 24 آذار , 2025 01:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

لم يكن غريبًا ولا مفاجئًا أن يخرج المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بتصريحاتٍ مستفزّة، يُشكّك فيها في استقرار مصر وقوّتها، زاعمًا أنّ البلاد تعيش حالة إفلاس، وأنّ الأوضاع الاقتصادية قد تُسقط النظام. إنّ هذه الادّعاءات ليست سوى امتدادٍ لعقيدة الهيمنة والغطرسة الأمريكية التي اعتادت التعامل مع الدول والشعوب كأنها مستعمراتٍ خاضعة لأهوائها.

لكن مصر، الدولة العريقة ذات الحضارة التي امتدّت لآلاف السنين، ليست ساحةً مفتوحةً للابتزاز السياسي ولا التهديدات الجوفاء. مصر التي صمدت أمام التحدّيات، وخاضت الحروب وانتزعت نصرها بدماء أبطالها، ليست في حاجة إلى دروسٍ ممن يجهلون تاريخها ولا يدركون عمق جذورها في الأرض.

الإدارة الأمريكية.. معايير مزدوجة وعقلية استعلائية

ليس غريبًا أن تصدر هذه التصريحات من إدارة أمريكية اعتادت انتهاج سياسة الإملاءات والتدخّلات السافرة في شؤون الدول، خاصةً عندما يتعلق الأمر بدولة عربية أو إسلامية. فما نراه اليوم هو تكرارٌ لنهجٍ قديمٍ يقوم على تهديد الدول المستقلة وفرض شروطٍ تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل فقط.

يتجاهل المبعوث الأمريكي عمدًا أنّ مصر رغم التحدّيات الاقتصادية تظلّ قوةً إقليميةً كبرى، ودولةً ذات سيادةٍ لا تخضع للابتزاز، ولا تقبل الوصاية من أحد. وإذا كان ويتكوف يتحدّث عن أزمات اقتصادية، فإنّ الولايات المتحدة نفسها تعاني من ديونٍ تُقدّر بتريليونات الدولارات، وأوضاعٍ داخليةٍ مضطربة، لكنّ الغطرسة الأمريكية تجعل مسؤوليها يعتقدون أنهم في موقع القاضي والوصيّ على العالم!

مصر.. تاريخٌ لا يُمحى وحاضرٌ يُبهر

على مدار التاريخ، لم تكن مصر دولةً عابرةً أو هامشية، بل كانت دائمًا حجر الزاوية في استقرار المنطقة والعالم. هي التي قهرت الغزاة، وواجهت الحملات الاستعمارية، وحقّقت انتصارات أذهلت العالم. من أحمس الذي طرد الهكسوس، إلى صلاح الدين الذي حرّر القدس، إلى نصر أكتوبر الذي حطّم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ومواقفها الثابتة في الدفاع عن الحقوق العربية، كلّها دلائل على أنّ مصر لا تُهدَّد، ولا تُبتزّ، ولا تسير وفق أهواء مبعوث أمريكي أو غيره.

وإذا كانت بعض القوى الغربية تراهن على الضغوط الاقتصادية، فإنّ إرادة الشعب المصري، التي قهرت الاحتلال سابقًا وأسقطت المؤامرات، لن تقبل أبدًا أن يُفرض عليها مسارٌ لا يخدم مصلحتها.

ختامًا.. رسالة إلى المبعوث الأمريكي وإدارته

لتتذكّر الإدارة الأمريكية أن سياساتها القائمة على الغطرسة والاستعلاء قد فقدت بريقها، وأنّ الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري، لم تعد تُخدع بالوعود الكاذبة، ولن تقبل بسياسات الإملاء.

فمصر ليست دولة طارئة على التاريخ، ولن تكون يومًا في موقف المُتلقّي للأوامر، بل هي تحمل إرثًا حضاريًا لا يمكن لأحد أن يُنكره.. ولو كره المتغطرسون!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل