حكومة نزع السلاح وتبرئة الاحتلال ــ د. نسيب حطيط

السبت 22 آذار , 2025 10:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تستمر الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها بتصعيد الحرب والحصار على المقاومة بإعلان سقوط ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" واعتبارها من الماضي، بالتلازم مع إعلان وزير الخارجية القواتي، مسؤولية المقاومة عن القصف والاجتياح "الإسرائيلي" وتدمير لبنان وقتل وجرح 25,000 لبناني بسبب تحرّشها بالجيش "الإسرائيلي" البريء وعدم التزامها بوقف النار وتبرئة العدو.
أعلن رئيس الحكومة سقوط ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" قبل انسحاب الاحتلال وهدّد بعدم إعمار البيوت التي دمرها العدو إلا بعد تسليم السلاح ،كعقاب جماعي لأهل المقاومة ولم يوضح، إذا كان السقوط يشمل الجيش والشعب والمقاومة والوطن والحرية والاستقلال ام أنه سقوط لمفردة المقاومة فقط ، لتأسيس ثلاثية جديدة" أميركا "إسرائيل" دولة مطيعة لأميركا.
نقول للحكومة ومن يأمرها لسنا هواة حرب وقتال طوال الحياة و قد اضطررنا لحمل  السلاح دفاعاً عن النفس ولتحرير الارض بعد عجز الدولة عن حمايتنا وبعد ان ظلمتنا الدولة  والعرب "باتفاق القاهرة" وجعلوا من الجنوب منطقة عسكرية، للمنظمات الفلسطينية وعشنا بين اجتياحات "إسرائيلية" وتسلّط الفلسطينيين علينا ولم تنته "جلجلة" الجنوب اجتياحاً يتلوه اجتياح وتهجيراً يستولد تهجيراً وقتلاً وقصفاً منذ احتلال فلسطين وحملنا السلاح بعد حوالي 40 عاما من القتل والتدمير والاجتياحات  ولم يحمنا أحد، ولأن حكومة نزع السلاح لا تجيد فن التفاوض لحماية لبنان، ونحاول مساعدتها وحفظ كرامتها، لأنها مغلوب على أمرها وتقول ما يُقال لها وتُنفّذ ما تُؤمر به و ليست صاحبة القرار ،بل ساعي بريد يحمل الرسائل الأميركية والعربية  ، فإننا نطلب منها ان تسأل اميركا ما يلي :
- ما هو ثمن نزع السلاح الذي لا يمكن تسليمه مجاناً؟
- ما هي الضمانات الموثوقة لحماية لبنان ومنع العدو الاسرائيلي من العدوان عليه؟
- ماذا لو سلّمنا السلاح ولم تف امريكا بوعودها ولم تلتزم اسرائيل بالقرارات الدولية ،وصارت الحكومة اللبنانية نسخة عن السلطة الفلسطينية وبقية الأنظمة العربية المأمورة؟
- هل يملك الجيش اللبناني القدرة والقرار لردع العدو ، ليس بسبب عدم وطنيّته، بل بسبب قلة عديده وعتاده والقرار السياسي الذي يمنعه من القتال؟
تطلب الحكومة ،تنفيذ أوامر امريكا واسرائيل ،بتسليم سلاح المقاومة لضمان أمن إسرائيل وتنطق الحكومة بلسان اعدائنا متجاوزة أدنى شروط التفاوض ،فتعلن وجوب نزع السلاح ولا تطرح الأثمان والبدائل وتغمض عينها عن الأسباب الموجبة لحمل السلاح ولا تعد بتحرير الارض ولا بحماية لبنان وثرواته وربما ستقوم "إسرائيل" باجتياح جديد لأن أهل الجنوب ،معادون للسامية ويتلون ،بعض آيات القرآن " ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ...) ويجب تدمير مساجدهم وحسينياتهم وقتل القرّاء..
نحن أهل المقاومة ،جاهزون للتفاوض والنقاش حول السلاح والتفتيش عن بدائل مضمونة ،لحماية لبنان وخاصة جنوبه، شعبا وجيشا ودولة ونقول بهدوء وحوار عاقل ..
جرّبنا المقاومة الدبلوماسية التي لم تستطع فتح الطريق أمام الجيش ،للوصول الى مراكزه او منع طرده منها ،ساعة يشاء العدو.
جرّبنا المقاومة الدبلوماسية التي لم تمنع الاغتيالات والغارات بعد وقف النار منذ أشهر والتي أنكرها وزير الخارجية الأعمى وأتهم المقاومة بعدم الالتزام بوقف النار.
جرّبنا المقاومة الدبلوماسية وانتظرنا 22 عاماً لتنفيذ القرار 425 ولم ينفّذه إلا المقاومون بالسلاح.
تصرّح الحكومة اللبنانية تحت الضغوط الأمريكية والعربية ويبدو انها تعيش المراهقة السياسية وتتحدث بحزم وبشكل قطعي عن موت المقاومة.
لن يتم تسليم السلاح ،إلا عند وجود البديل الآمن والموثوق وعلى قوى المقاومة البدء بالمقاومة المدنية وبالتظاهر والاعتصام والتحرك القانوني والإعلامي ،للمطالبة بالإعمار وعدم ربطه ،بالتطبيع .
إن الصمت عمّا تقوله الحكومة والأميركيون والإسرائيليون بخصوص السلام يشجعهم لاتخاذ قرارات رسمية.
ان الصمت وعدم الرد بالنار (حتى الآن) على الاعتداءات الإسرائيلية ،قرار عاقل وحكيم وشجاع، لكن الصمت عن منع الإعمار ونزع السلاح وعدم التحرّك السياسي والشعبي ،قرارٌ خاطئ وتقصيرٌ غير مبرّر يصيب المقاومة وأهلها بالضرر والخسارة.
فلتبادر قوى المقاومة ومكاتبها الطلابية والشبابية والعمالية والنقابية بالتظاهر والاعتصامات.
لا تسليم للسلاح بلا تأمين بديل آمن، ومن سيغامر بنزع السلاح بالقوة، سينتزع أهل السلاح القرار من يده ويُسقطوه عن كرسيّه مهما كان الثمن.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل