هل اليمن يغامر؟ أم يدافع عن كرامة الأمة؟

الثلاثاء 18 آذار , 2025 08:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في زمن التحديات الكبرى، هناك من يحاول التوهين من عزيمة الشعوب، ويروج لفكرة أن اليمن لا يستطيع مواجهة القوى العظمى، وكأن الإرادة الوطنية تُقاس بحجم السلاح أو مقدار التكنولوجيا المتاحة.

هذه الفكرة ليست سوى خدعة نفسية تهدف إلى إحباط الشعوب وكسر إرادتها، لكنها تفشل أمام الواقع والتاريخ، حيث أثبتت الشعوب الحرة أن الصمود والإيمان بالقضية أقوى من أي ترسانة عسكرية.

هل القوة العسكرية وحدها تصنع النصر؟

عبر التاريخ، لم تكن القوة العسكرية هي العامل الحاسم الوحيد في المواجهات.

هناك أمثلة لا تُحصى لدول وجيوش ضخمة هُزمت أمام إرادة شعوب صغيرة، لكن عظيمة في عزيمتها.

من فيتنام التي قهرت الولايات المتحدة، إلى أفغانستان التي أسقطت إمبراطوريات، كلها شواهد تثبت أن التفوق التقني لا يعني الانتصار الحتمي.

اليمن.. درع الصمود والتحدي

اليمن ليس استثناءً من هذه المعادلة. على الرغم من الحرب والحصار، ظل اليمن شامخًا، وصمد في وجه التحالفات العسكرية والسياسية، واستطاع أن يغير معادلات القوة في المنطقة.

لم يكن أحد يتوقع أن تتمكن القوات اليمنية من توجيه ضربات موجعة لمصالح قوى عظمى، أو أن تصبح طرفًا فاعلًا في معادلات الأمن الإقليمي.

لكن هذه الإنجازات تحققت، ليس فقط بفضل السلاح، بل بفضل العزيمة الراسخة، والإرادة الحرة التي لا تُهزم.

هل اليمن يغامر؟ أم يدافع عن كرامة الأمة؟

من يدّعي أن اليمن يغامر، يتجاهل حقيقة واضحة: الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية ليس مغامرة، بل واجب مقدس. الدول التي تستسلم أمام الضغوط، هي التي تعيش في الذل والهوان، أما اليمن فقد اختار طريق الكرامة، رغم كل التحديات.

منذ سنوات، كان آل سعود تعتقد أن اليمن لن يصمد أكثر من أسابيع، لكنه اليوم أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية.

من كان يظن أن عمليات المقاومة اليمنية ستؤثر على حركة التجارة العالمية؟ من كان يتوقع أن تُفرض معادلات جديدة بفضل صمود شعب واجه أعنف أنواع الحروب والحصار؟

درسٌ لكل من يحاول تحطيم العزائم

من يحاول التوهين من عزيمة اليمنيين، أو نشر روح الانهزامية، عليه أن يدرك أن التاريخ لا يسير وفق حسابات ضيقة. النصر ليس حكرًا على من يملك الطائرات والصواريخ المتطورة، بل لمن يملك الصبر والإيمان بقضيته.

اليمن اليوم ليس مجرد بلد يخوض معركة، بل هو نموذج حيّ للصمود والإرادة. ومن يعتقد أن الشعب اليمني سينكسر، فهو يجهل التاريخ، ويتجاهل دروس الشعوب التي لم تستسلم رغم المحن.

اليمنيون ليسوا بحاجة إلى من يُحبطهم أو يثبط عزائمهم، بل إلى من يؤمن بقضيتهم ويدعم حقهم في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم. وكما قال أحد القادة التاريخيين: "قد تستطيع القوى العظمى أن تهزم الجيوش، لكنها لن تستطيع أن تهزم شعبًا قرر أن يكون حرًا."


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل