تهجير أهل غزة.. المسار والاحتمالات ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 24 شباط , 2025 01:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تراجع زخم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط"، بالرغم من أن الخطة لم تنتهِ بشكل كامل. وقال ترامب إنه لن يفرض الخطة فرضاً بالرغم من أنه يعتبرها خطة جيدة، وإنه تفاجأ من موقف الأردن ومصر، معتبراً أن "إسرائيل" أخطأت حين تخلت عن القطاع في وقت سابق.

لا شكّ ان المقترح بتهجير أهل القطاع ليس جديداً، بل هو أحد اهداف الحرب "الإسرائيلية"، التي جاهر بها نتنياهو وحكومته وسعى إليها من خلال محاولة إقناع مصر بالقبول بنقل سكان القطاع الى سيناء، والضغوط التي مارسها على الأوروبيين لإقناع مصر بذلك، أو للقبول باستقبال لاجئين من غزة في دول الغرب، كما تمّ تنظيم مؤتمر لهذا الهدف في كانون الثاني من عام 2024، حضره العديد من المسؤولين "الإسرائيليين" من أعضاء الكنيست والحكومة.

وما أن أعلن ترامب عن خطته للتهجير، حتى تبنى المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغّر الخطة في أول اجتماع له بعد عودة نتنياهو من واشنطن، ثم اعترف نتنياهو بأن "الإسرائيليين" كانوا المحرضين والمشاركين في صياغة خطة ترامب التهجيرية.

وبالرغم من حديث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن أي إعادة توطين للفلسطينيين ستكون مؤقتة، بهدف تسهيل إعادة إعمار غزة، وأن مقترح ترامب مطروح إلا إذا اقترح العرب بديلًا عنه، لكن المخطط يعيد هواجس قديمة متجددة لم تنتهِ ولم تزل في المنطقة منذ بداية القرن العشرين، وما زالت سارية في خطط "الإسرائيليين" وداعميهم من الغرب لغاية اليوم، وتزايدت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وعليه، كيف يمكن أن يتطور مقترح ترامب للتهجير:

-      الاحتمال الأول: أن تقوم الدول العربية باقتراح أن يتم إعادة إعمار قطاع غزة بدون تهجير الفلسطينيين، مع تأكيدها على إنهاء حكم حماس فيها بتوافق عربي فلسطيني، وبضمانات عربية ومساهمة العرب في الاعمار والأمن.

قد يوافق ترامب على هذا المسار، لكنه يعني عودة الفلسطينيين الى حكم غزة، وهذا ما قال نتنياهو إنه لا يقبله مطلقاً الذي قال إنه يرفض عودة السلطة الفلسطينية الى القطاع أيضاً بعد الحرب.

-      الاحتمال الثاني: أن يصرّ ترامب على المقترح ويمارس ضغوطاً على الدول العربية لقبول الخطة. وعليه، ستدخل كل من دول جوار فلسطين في مشاكل وضغوط أميركية قد لا يستطيعون مواجهتها، ولن يسلم منها لبنان وسوريا، وهما الأضعف حالياً في هذه المعادلة، حيث يمكن أن يلجأ الاميركيون الى تقليص أعداد الفلسطينيين الذي يريدون تهجيرهم الى مصر والأردن، مقابل ان يأخذ كل من لبنان وسوريا الأعداد الأكبر، مع شرط وجودهم بعيداً عن حدود فلسطين المحتلة.

وهنا، يكون أمام الفلسطينيين أنفسهم المهمة الأكبر في رفض التهجير ومواجهة الاغراءات بالترحيل، ففتح الباب للتهجير لن يكون ممكناً إلا إذا كان الفلسطينيون أنفسهم مستعدين للهجرة والرحيل عن قطاع غزة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل