الثبات ـ فلسطين

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: هناك سؤال مركزي يلوح فوق جميع التحقيقات المتعلقة بالمفهوم الأمني: هل كانت هذه الرؤية الإسرائيلية نتيجة لخداع نفذته حماس؟ هل أوحت حماس بأنها مُرتدعة لكي لا تعرقل "إسرائيل" استعداداتها لـ"مشروعه الكبير"؟

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: تكاد كلمة "خداع" لا تظهر بين أكوام الوثائق والتحقيقات. يقول ضابط كبير متقاعد شارك في التحقيقات: إنه لأمر مُحرج أن نعترف بأن بعض العرب من غزة خدعونا.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: الخداع هو بالضبط ما حدث. على سبيل المثال، حماس كانت تتجاهل الحوادث التكتيكية في الضفة الغربية والقدس لـ"تنويم" "إسرائيل". كما كانت تأمر عناصرها، رغم استيائهم، بعدم المشاركة في جولات القتال مع الجهاد الإسلامي، وكل ذلك لمنح "إسرائيل" الانطباع بأنها ليست معنية بالتصعيد.
 

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: في مايو 2023، أجرت حماس سلسلة من التدريبات واسعة النطاق لاختبار استعداد مقاتليها. تم استدعاء حوالي 2,200 مقاتل من وحدة النخبة ووضعهم في حالة تأهب. كانت إحدى الأهداف معرفة كيف سترد "إسرائيل" على مثل هذه التعبئة الواسعة.

في بروتوكول مجلس الحرب المصغر لحماس الذي عُقد بعد ذلك مباشرة، قيل برضا: "لم يكن هناك أي دورية أو مراقبة من قبل العدو تلفت الانتباه إلى أي حركة غير عادية، مما يشير إلى غياب اليقظة".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: لماذا لم تلاحظ "إسرائيل"؟ كان هناك سبب وجيه لذلك: في "إسرائيل"، بالكاد كان هناك من يعرف عن هذه التدريبات. وحتى لو كانوا يعلمون، لم يكن من المؤكد أن ذلك كان سيغير شيئًا، لأن الفرضية السائدة كانت أن الحاجز الأمني قد قضى على التهديد الرئيسي - تسلل وحدة النخبة عبر الأنفاق. كثيرون في الجيش الإسرائيلي - وحتى في النظام السياسي - اعتقدوا أن الحدود أصبحت منيعة. يقول أحد الضباط في المنطقة: "الشعور السائد كان أن المشكلة الرئيسية قد حُلت، وأنه إذا حاولوا القدوم من فوق الأرض، فسنراهم ونقتلهم".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: عشية السابع من أكتوبر، كان جهاز الشاباك قد فقد جزءًا كبيرًا من عملائه داخل غزة بسبب عمليات تصفية واغتيالات نفذها جهاز استخبارات حماس، ما تركه دون تغطية استخباراتية بشرية في أجزاء كبيرة من القطاع. لم يبلغ أي من العملاء المتبقين عشية 7 أكتوبر عن أي نشاط مشبوه في الوقت الفعلي.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: اتضح أن حماس احتفظت بأكثر معلوماتها سرية في أجهزة كمبيوتر قليلة ومعزولة. وهكذا، كان بإمكان قادة حماس عقد اجتماعات المجلس العسكري المصغر وتدوين محاضر الجلسات، ثم تحميلها على جهاز كمبيوتر غير متصل بالشبكة.