أميركا ...وإبادة "العرب الحُمُر" _ د. نسيب حطيط

الأربعاء 12 شباط , 2025 02:04 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تأسست أميركا على جماجم "الهنود الحمر" ورماد خيامهم المحروقة واموالهم المسروقة وثقافتهم الممنوعة من النطق والكتابة ولا زالت أميركا تتوسّع وفق هذه المنظومة الاستعمارية المتوحشة التي ترتكز على القضاء على الخصم ومصادرة أوطانه، إما بالاحتلال والغزو وإما بالتهجير او بتعيين حكام، كوكلاء على "الشعوب - العبيد" ، الذين يظنون أنفسهم حكاماً لكنهم "عبيدٌ" بلقب ملك او رئيس او أمير تم تنصيبهم للإشراف على "عبيد اميركا" في اوطانهم!
بعد إنهاك واضعاف قوى المقاومة في العالم العربي بالحرب "الإسرائيلية" - الأميركية المشتركة او بالغزو التكفيري المنظّم الذي تديره أميركا وتركيا وتموّله دول الخليج تبادر أميركا البدء بالمرحلة الثانية، "إبادة العرب الحُمر" وأولى الخطوات في فلسطين المحتلة التي تمثل جوهر الصراع والقنبلة العنقودية دينياً وديموغرافياً، الدائمة التفجير على مدى أكثر من 70 عاماً، مما يعرقل المشروع الأميركي، للسيطرة على المنطقة، كما سيطرت على الجغرافيا الأميركية وقد بدأت، أميركا بمشروع إبادة "العرب الحمر" على مراحل وفق المراحل التالية:
- المرحلة الأولى: تكليف "إسرائيل" بمهمة التدمير الشامل لغزة والإبادة الجماعية والحصار والتجويع بمساعدة عربية واضحة، سواء بالمشاركة في الحصار او بالتمويل وتأمين الغطاء السياسي والديني العربي والتركي، لمشروع "إبادة الفلسطينيين الحمر" في غزة، كمرحلة أولى ثم الضفة الغربية في المرحلة الثانية وشطب حل "الدولتين" لبقاء دولة "إسرائيل الكبرى" التي ستتمدّد وتتوسّع خارج فلسطين المحتلة. 
-  المرحلة الثانية: الحرب "الإسرائيلية" على المقاومة في لبنان وإنهاكها بهدف القضاء عليها والذي لا يزال مستمراً على المستوى العسكري والأمني والسياسي، بعدما استطاعت المقاومة الصمود في حرب ال66 يوماً ومنعت الاجتياح البري الشامل. 
- المرحلة الثالثة: إسقاط النظام في سوريا الذي كان يشكل العقبة الرئيسية في موضوع إسقاط الأمة العربية ونقطة مركزية في محور المقاومة.
إن تهجير غزة ونقل سكانها وتشتيتهم الى الأردن ومصر التي تهيأت لهذا التهجير مسبقاً، حيث بادر البرلمان المصري في شهر كانون الماضي، لتعديل قانون التملك في سيناء وسمح، بتملك الاجانب، مهما كانت جنسياتهم ودون تحديد المساحات المسموح شرائها وذلك بعنوان تنمية الأراضي الصحراوية، بعدما طردت سكانها منذ سنوات بحجة محاربة الإرهاب في سيناء!
  إن المشروع الأميركي "لإبادة العرب الحُمر" او ما كان يسمى بالأمة العربية، يتقدّم بتسارع وبسهولة بعدما أستطاع الأميركيون تدجين الأنظمة والشعوب، إما عبر بعض أحزاب الإسلام السياسي "السّني" أو عبر الجماعات التكفيرية، مما شطب هذه الشعوب من دائرة الشراكة في القرار السياسي او تقرير المصير وحوّلها الى "قطعان بشرية" تبحث عن رغيف الخبز وتصمت "للنجاة" من سجون الحكام.
إذا نجح مشروع تهجير غزة  والتعامل معها كشركة عقاريه وسلب مصطلح الوطن عنها ،بالتلازم مع سلب مصطلح الوطن عن سيناء ووصفها بعقارات للاستثمار ،سيتوسع هذا المخطط ويتم التعامل مع دول الخليج الضعيفة ،بأنها شركات عقارية كبرى ،يمكن إسقاطها اذا قرّرت أميركا فرض قانون للجنسية في دول الخليج ومنح الجنسية، لكل العمال الأجانب خاصة الهنود والفلبينيين والباكستانيين بعد انقضاء 10 سنوات من العمل، بما يعرف بالتجنيس السياسي ،كما حصل في دوله البحرين وعندها ستكون هذه (الإمارات الخليجية) شركات  عقارية ،يحكمها الأجانب المجنّسون ،خاصة وان نسبة المواطنين الأصليين "الخليجيين الحُمر" لا تتعدى ال 20%.
بدأ سقوط الحكام العرب وشعوبهم وأوطانهم ،عندما شاركوا في طعن قوى المقاومة وحصارها في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ولا يزال الوقت متاحاً، للتكفير عن أخطائهم وانقاذ أنفسهم ودولهم والتعاون مع قوى المقاومة ،للبدء بالهجوم المضاد ضد المشروع الأميركي الذي يمكن هزيمته وإسقاطه إذا توفرت الإرادة والصدق والشجاعة ،لإنقاذ ما تبقى من "العرب الحُمر"
هل تبادر الأنظمة المهدّدة، للمصالحة مع قوى المقاومة والتحالف معها ، ضد المشروع الأميركي - "الإسرائيلي".. يمكن ان يكون هذا الاقتراح خيالياً، لكنه الطريق الوحيدة، لحفظ الأمة وطرد الأميركيين الغزاة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل