خاص الثبات

عشرة الفجر هي فترة مهمة في تاريخ الثورة الإسلامية في إيران، وتحتل مكانة خاصة لدى الشعب الإيراني وكل أحرار العالم. هذه الأيام ارتبطت بشكل وثيق بالتحركات الثورية التي أسفرت عن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

الاحتفال بعشرة الفجر في إيران:

الإمام روح الله الخميني (قدس سره) كان قد أطلق على الأيام العشر الأولى من شهر فبرير، والتي تتزامن مع 10 إلى 21 فبرير، اسم "عشرة الفجر" (دهه فجر) وهو تعبير يشير إلى الانتصار الكبير الذي حققته الثورة الإسلامية في هذه الفترة الزمنية. وكان من أبرز الأحداث في هذه الأيام عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد 14 عامًا من المنفى في 1 فبراير 1979، ليبدأ رسمياً التحول نحو تأسيس الجمهورية الإسلامية.

الاحتفال بعشرة الفجر:

منذ انتصار الثورة، أصبحت أيام عشرة الفجر مناسبة وطنية تحتفل بها إيران. ويتم الاحتفال بها من خلال تنظيم مسيرات، ومهرجانات، وفعاليات ثقافية وفنية في جميع أنحاء البلاد. يتذكر الإيرانيون خلال هذه الأيام التضحيات التي بذلها الشعب الإيراني، وكذلك الإنجازات التي حققتها الثورة الإسلامية.

الدلالة الدينية والسياسية:

من الناحية الدينية، كانت هذه الأيام بمثابة "فجر جديد" لإيران، حيث أصبح فيها المجتمع الإيراني يعيش وفقًا للقيم والمبادئ الإسلامية التي طرحها الإمام الخميني. أما من الناحية السياسية، فقد شكلت بداية مرحلة جديدة في تاريخ إيران، حيث تم إلغاء النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري الإسلامي الذي يجسد حكم الشعب من خلال الشريعة الإسلامية.

مواقف الإمام الخميني في "عشرة الفجر":

الإمام الخميني كان يعتبر هذه الأيام لحظة تاريخية فاصلة بين الظلم والعدالة، وبين الاستبداد والتحرر. كان يؤكد في خطاباته أن الثورة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت امتدادًا لحركة إسلامية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، ونصرة المستضعفين، وتحقيق الحرية للشعب الإيراني.

كما أكد الخميني في مختلف تصريحاته على أهمية الوحدة بين جميع الأطياف والشرائح المجتمعية في إيران من أجل الحفاظ على إنجازات الثورة، والعمل على بناء الدولة الإسلامية التي تسعى لتحقيق المصالح العامة بناءً على قيم الإسلام المتسامح مع كل أطياف المجتمع.

خلاصة:

"عشرة الفجر" هي مناسبة تاريخية وفكرية هامة في تاريخ إيران، ترمز إلى الانتصار العظيم الذي تحقق من خلال الثورة الإسلامية بزعامة الإمام الخميني. هذه الأيام تحمل في طياتها ذكرى عودة الإمام من المنفى، بداية مرحلة جديدة في تاريخ إيران، وتعتبر فرصة لتعزيز القيم الثورية والإسلامية التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية.