أقلام الثبات
أمعنت المجموعات الإرهابية المسلحة، في الآونة الأخيرة، بارتكاب الجرائم في حق الشعب السوري على امتداد الأراضي السورية، خصوصًا في حق الأقليات في حمص والساحل السوري، تحت عنوانٍ زائفٍ هو "ملاحقة فلول النظام البائد".
لذا، فقد ضاق السوريون ذرعًا من الممارسات الإرهابية المذكورة، ومن البديهي أنهم يتوقون إلى التخلص من سطوة المسلحين التكفيريين وإجرامهم.
ويبدو أن السوريين علّقوا آمالًا على نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان لدمشق في الأيام الفائتة، خصوصاً لجهة إعادة تفعيل الدور العربي البنّاء في سورية عمومًا، والسعودي خصوصًا، الذي قد يسهم في إعادة ضبط الوضع الأمني في هذا البلد، كأولى الأولويات في الوقت الراهن، ثم في تسريع العملية السياسية، وبالتالي نقل الحكم إلى سلطةٍ سياسيةٍ مدنيةٍ في دمشق، تعكس تمثيل مختلف مكونات السوريين.
إثر زيارة رئيس الدبلوماسية السعودية لدمشق، شهدت بعض مناطق الساحل السوري تحركاتٍ احتجاجية ضد المجموعات المسلحة التي تمارس القتل على الهوية، كما حدث في غرب حمص في الأيام القليلة الفائتة. وهنا توضح مصادر واسعة الاطلاع أن "الاحتجاجات على الاعتداءات المتمادية في حق المواطنين السوريين لا علاقة لها بزيارة الضيف السعودي، وإن تزامنت بعيد زيارته سورية".
وتحذر "من خطرين داهمين على البلاد، أولًا، إمكان اندلاع صراع مسلّح بين الفصائل المسلحة المنتشرة على الأراضي السورية راهنًا، على خلفية فرض نفوذها على الأرض، كذلك لخلافاتها الإيديولوجية أيضًا، وثانيًا إمكان حصول تمرد أو ثورة في جبال العلويين، إثر الانتهاكات التي يتعرضون إليها من الفصائل التكفيرية المسلحة".
وتعتبر المصادر أن "هذين الخطرين اختلطا ببعض، وتجلّى ذلك عقب الجرائم التي ارتكبتها بعض الفصائل المتشددة في حق مواطنين علويين في غرب حمص، ما دفع "هيئة تحرير الشام التي تمثل الدولة راهنًا" إلى اعتقال بعض مرتكبي هذه الجرائم، التي تتهدد السلم الأهلي في البلاد، وفي الوقت عينه بدأت تظهر في الساحل السوري بوادر حركة شعبية رافضة لوجود حواجز "هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة" المنتشرة في الساحل، على خلفية الانتهاكات التي تطاول بعض المواطنين، كما ورد آنفًا".
وتختم المصادر بالقول: "لا ريب أن الوضع الأمني في الساحل وبعض أرياف حمص غير مستقرٍ، لاختلاط الخطرين المذكورين آنفًا، على اعتبار أن إمعان العناصر غير المنضبطة في جرائمها وانتهاكاتها، من البديهي أنه سيشعل ثورةً مضادةً".
وفي السياق عينه، تلفت مصادر متابعة إلى أن ما أدّى إلى حالة إرباك لدى المعنيين في الأوضاع الأمنية، تحديدًا في الساحل السوري، هو انتشار خبر عودة قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري اللواء ماهر حافظ الأسد إلى "الساحل"، عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية".
كذلك تشير المصادر عينها إلى أن "رغم الحملات الإعلامية التي نظمّت في الأسابيع الفائتة، التي طاولت آل الأسد، بعد سقوط الدولة السورية، نهاية العام الفائت، كان اللافت في الساعات الفائتة، التفاعل الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام العالمي والمحلي، ووسائل التواصل الاجتماعي، وردود أفعال الرأي العام، على "خبر عودة ماهر الأسد" إلى سورية، الذي تبين لاحقًا أنه غير دقيق".
زيارة وزير الخارجية السعودية لسورية... وعودة ماهر الأسد؟ ــ حسان الحسن
الإثنين 27 كانون الثاني , 2025 09:19 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة