1701 "الإسرائيلي"... جنوبي الليطاني خالٍ من السكان وليس من المسلحين _ د. نسيب حطيط

الأحد 26 كانون الثاني , 2025 10:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ينفّذ العدو "الإسرائيلي" القرار 1701 و"اتفاق تشرين"، برعاية أميركية وبشراكة مع "البوليس الدولي" وفق مصالحه وتعديله ميدانياً، لتكون منطقة جنوب الليطاني خالية من السكان والعمران وليس من المسلحين والسلاح فقط، كما نص القرار 1701.
يعتبر العدو ان كل مواطن جنوبي هو مقاوم ويتصرّف بأن الجنوب "مجتمع مقاوم" مع تنوّع الأدوار بين مقاوم مسلّح ومقاوم مدني داعم يحتضن المقاومة وفلاح لا يترك أرضه ويعتبر بيوت المقاومين مواقع عسكرية، وحتى  المقابر التي تدل على هوية القرى وذاكرتها ومشاعرها، فيعتبرها مواقع مقاومة، فيبادر إلى تجريفها وتدميرها، لمحو تاريخ المنطقة وجذورها الثقافية وهويتها الدينية وفق ما قاله رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نتنياهو "ان حربنا حرب حضارة وتغيير معالم الشرق الأوسط"، وهم يدمرون التراث التاريخي للجنوب من القلاع والمساجد والكنائس وكل أثر ثقافي، ويريدون إعدام تاريخ المنطقة وقتل مستقبلها، لتكون أرضاً للمستوطنات "الإسرائيلية" (التي بدأوا الإعلان عنها).
لم يعد هناك جدوى من بقاء قوات "البوليس الدولي" في جنوب لبنان، والتي لم تمنع اجتياحاً "اسرائيلياً" ولم تنفذ قرراً دوليا لفرض انسحاب "إسرائيل"، ولم تحم المدنيين في الجنوب، بل هي أداة تنفيذية وشرطة عسكرية  ومفرزة أمنية  تنفذ الأوامر "الإسرائيلية"، لحماية أمن "إسرائيل" على حساب امن لبنان وتقوم بالأعمال التي لا يستطيع الجيش "الإسرائيلي" القيام بها وخطرها أكبر من خطر العدو على مستوى الأمن، فهي تعيش في قرانا وتقوم بالدوريات على طرقاتنا ولا نعرف شيئا عن انتماءات جنودها وارتباطاتهم التجسسية، فلا مصلحة للبنان والجنوب والمقاومة خاصة بقاء "البوليس الدولي" والأفضل عدم التجديد لهم.
استطاعت المقاومة ،بحكمتها وصبرها الشجاع تجديد مشروعيتها وضرورة بقائها مع سلاحها من خلال "هدنة الخداع" الأميركي - "الإسرائيلي" للبنان ،حيث ثبت بالدليل وبتوحش وغباء "إسرائيلي"، أن الحكومة اللبنانية عاجزة لظروفها الموضوعية عن مواجهة الجيش الإسرائيلي وفرض الانسحاب وان البوليس الدولي متآمر وشريك في مؤامرة الخداع الإسرائيلي وان الراعي الأميركي، شريك أساس في مشروع القضاء على المقاومة في لبنان وان لا سبيل ، لحماية لبنان ،إلا المقاومة المسلّحة والشعبية بالتعاون مع الجيش  والدولة وبعدما صمتت المقاومة 60 يوماً بانتظار انتهاء الهدنة وتنفيذ الانسحاب ويمكن ان تصبر المقاومة أكثر، فكل يوم صبر من المقاومة وعدم استعمال سلاحها، يزيد من نقاط القوة والمشروعية لها خلاف ما يعتقد بعض الطيبون والمخلصون أو الحاقدون والجهلة!
الحكمة والعقلانية والمصلحة أن تقوم المقاومة بقتال العدو حسب توقيتها ولا تنزلق الى كمين غادر من العدو لاستدراجها للقتال حسب توقيته ووفق ظروفه وبمجرد عدم القبول ببقاء الاحتلال في الجنوب، فهذه مقاومة والتحضير لمواجهته جزء من المقاومة وإصرار الناس على العودة الى بيوتهم وإعمارها، مقاومة وكل إعلام او تصريح لمسؤول لبناني يدين الاحتلال ويطالب بالانسحاب ويتهم العدو بخرق الاتفاق ويبرئ المقاومة فهذا كله لصالح المقاومة وسلاحها وتشريعها وإسكات خصومها.
الإدارة السياسية والميدانية العاقلة، لمقاومة العدو ركن أساس ،لتحقيق الأهداف ولحفظ المقاومة، لتأمين استمرارية "الفكر والعمل المقاوم"، لمواجهة الاحتلال ومشروع القضاء على حركات المقاومة في المنطقة وطالما ان المقاومة في لبنان باقية ومستمرة ،فإن الأمل بانكسار المشروع الأميركي في المنطقة قائم ،لأن أفق المقاومة المسلحة في فلسطين قاتم وأسود(عند تفريغ غزة)، خاصة إذا تخلّت المقاومة في لبنان عن نقل السلاح الى فلسطين، كما فعلت خلال 30 عاماً وحصرت مهمتها بالدفاع عن لبنان!
سيعود أهلنا الى قراهم عاجلاً ام آجلاً ولن تبقى منطقة (ما بين النهرين: الليطاني ونهر الشهداء) خالية وستبقى عامرة بأهلها وعمرانها وشجرها وسنعيد بناء مقابرنا ومساجدنا وحسينياتنا وبيوتنا ونزرع كرومنا وحقولنا ...وسيرحل المحتلون حتماً بإذن الله وإرادة "المجتمع المقاوم".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل