الثبات ـ فلسطين
تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، الحرب في غزة، وقالت إنه "على مدى أشهر من الحرب، كان نحو مليوني فلسطيني نازح يتوقون بشدة للعودة إلى ديارهم. وكان سائقو عربات الحمير، وهي خدمة سيارات الأجرة الرئيسية منذ حرمان القطاع المحاصر من الوقود، ينادون في الأشهر الأخيرة بأسماء الأماكن التي يعرف جميع سكان غزة أنه لا يمكنهم الوصول إليها ــ مثل بيت حانون في الشمال، كتعبير عن الشوق إلى العودة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، الأحد الماضي، كان يعني أنّ البعض قد تمكنوا أخيراً من العودة. ولكن من رفح في الجنوب إلى جباليا في الشمال، كانت الراحة مشوّهة بسبب حجم الخسارة التي لحقت بهم، فحيث كانت الطرق والمحلات والحدائق قائمة ذات يوم، لم يجد الناس سوى الرمال والمعادن الملتوية والخرسانة الممزقة".
"طوال الأيام والليالي التي نجوا فيها من القصف، لم يدرك الناس أنّ الأماكن التي يعرفونها يمكن أن تصبح غير قابلة للتعرّف عليها إلى هذا الحد"، وفق الصحيفة، التي قالت إنّ "الحرب التي استمرت 15 شهراً غزة دمّرت أكثر من أي هجوم إسرائيلي سابق".
وتابعت "فايننشال تايمز"، "لقد نزح نحو 1.9 مليون شخص من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة." ووفق الأمم المتحدة "فإنّ نحو 92% من المنازل دمّرت أو تضررت، وتقدّر أنّ هناك أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي قد يستغرق إزالتها ما يصل إلى 21 عاماً وتكلف نحو مليار دولار".
"بالنسبة لبعضهم، فإنّ العودة تعني حساباً آخر، تتابع الصحيفة البريطانية، "فقد وجد الفلسطينيون العائدون إلى أحيائهم المهجورة جثث أحبائهم مسحوقة تحت أنقاض منازلهم". فيما قالت هيئة الدفاع المدني في غزة إنّ "هناك أكثر من 10 آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض".
وتابع التقرير أنه "لا توجد خطة واضحة لإعادة الإعمار بعد الحرب. ويعتمد المشروع الضخم المتمثل في إزالة الأنقاض على مدى استمرار وقف إطلاق النار، الذي لا يزال في مرحلته الأولية التي تستمر 6 أسابيع". و "لا تزال المرحلتان الثانية والثالثة بحاجة إلى التفاوض من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم ـ وهو أمر غير مضمون ".
وختمت "فايننشال تايمز"، بالإشارة إلى أنه "من غير الواضح أيضاً من أين ستأتي المبالغ الضخمة المطلوبة. وهذا ما يجعل الفلسطينيين يتساءلون إلى متى سيضطرون إلى العيش في خيام فوق شظايا منازلهم".
الجدير ذكره أنه على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، الأحد الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها في قطاع غزة وتستهدف المدنيين.