رسالة للسيد الحوثي: ساندوا المقاومة لانسحاب "إسرائيل" من لبنان _ د. نسيب حطيط

الأحد 05 كانون الثاني , 2025 04:48 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
شارك "أنصار الله" في معركة "طوفان الأقصى"، رغم بعد المسافة الجغرافية ومصاعب الحرب التي لازالت مستمرة عليهم، وأغلقوا البحر الأحمر واقفلوا ميناء "إيلات"، وحاصروا العدو "الإسرائيلي" اقتصادياً، ولا يزال اليمن القوة العسكرية الوحيدة التي تقصف تل أبيب حتى الآن، نُصرةً لغزة ولفك الحصار عنها ومساعدتها، لتحسين شروطها في المفاوضات، وكان ذلك بالشراكة مع المقاومة اللبنانية والعراقية.
بعد حرب  الستين يوماً على لبنان التي شنّها العدو "الاسرائيلي"، واستطاع اغتيال "السيد الشهيد"، والتي انتهت مؤقتاً بتوقيع اتفاق وقف للنار الذي فرضه صمود المقاومين الاستشهاديين على أساس ان تنسحب "إسرائيل" خلال ستين يوماً، لكن الزلزال السوري وإسقاط النظام واستلام "جبهة النصرة" والجماعات التكفيرية للسلطة، شجّع العدو والراعي الأميركي على المماطلة والتهديد بالتمديد 60 يوماً جديدة، لافتراضهم ضعف المقاومة بعد الضربات التي تلقتها والضربة القاسمة بسقوط سوريا، مما يجعل التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" في وضع أفضل، ويمتلك أوراق القوة، بعدما صارت المقاومة بين فكي كماشة ("اسرائيلي" في الجنوب، وتكفيري في الشمال والشرق)، ويعمل العدو لاستدراجها الى حرب جديدة، للقضاء عليها بعدما نَجت من الحرب الأولى.
لقد تم سلب ورقة الصواريخ الباليستية من المقاومة في لبنان؛ إما بالتدمير او بقرار المقاومة نتيجة الظروف التي تعيشها، وبناء لمنظومة وحدة الساحات، وتأكيداً للعلاقة الاستثنائية بين المقاومة اللبنانية و "أنصار الله" يمكن للأخوة في اليمن تعديل شروطهم لوقف القصف على تل ابيب، ويضيفوا  شرط  "انسحاب" العدو "الاسرائيلي" من جنوب لبنان، والالتزام بمهلة الستين يوماً، وتثبيت وقف النار مقابل وقف القصف، او فك الحصار وفتح "باب المندب" امام التجارة العالمية ولتنفيس الاحتقان مع مصر، نتيجة الخسائر التي اصابتها في قناة السويس.
يمكن للأخوة في اليمن ان يطلقوا صواريخهم نيابة عن المقاومة في لبنان، التي كانت قد بادرت لذلك اثناء الحرب، ويمكن ان يُدرجوا في التفاوض المعروض عليهم او ان يطرحوا بنداً للتفاوض يشمل ساحة لبنان، وألا يتم حصر شرط وقف نار وفتح باب المندب بموضوع فك الحصار عن "غزة"، لأنه بعد تحييد ساحة العراق وسقوط النظام في سوريا، فإن الذراع الوحيدة التي يمكن ان تساند جبهة لبنان في ظروفها الحساسة والصعبة هي جبهة اليمن، حتى لو كان الثمن تعديل شروط وقف القصف اليمني الى فك الحصار عن المقاومة في لبنان وانسحاب "إسرائيل" لإنقاذ المقاومة في لبنان من الحصار المطبق عليها ومحاولة تصفيتها، لأنه إذا  نجح التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" بمشروعه في لبنان فإن حركة المقاومة العربية والإسلامية ستكون في خطر كبير.
يمكن للأخوة في اليمن ان يقايضوا فتح "باب المندب" بالانسحاب "الإسرائيلي" من لبنان والالتزام بالمهلة المحددة، وتثبيت وقف النار وربط وقف قصف تل ابيب بوقف النار في غزة، بالإضافة الى المطالب اليمنية على المستوى الاقتصادي والسياسي وفك الحصار .
ان قبول اليمن بالتفاوض وفق هذه الشروط وإمكانية تحقيقها في هذه اللحظة سيكون ربحاً، لما تبقى من محور المقاومة والتقاط الأنفاس ومحاولة لإعادة تحشيد القوى بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة منذ طوفان الاقصى والذي يكاد ان يتفكك ويمكن لثنائية (اليمن ولبنان) ان تعيد ترميمه.  
نتمنى على قائد "أنصار الله" السيد عبد الملك الحوثي المسارعة، لإسناد المقاومة في لبنان لتكون اليمن بديلاً، لساحة سوريا والمبادرة لتعديل شروط وقف النار وشعارات "مليونية الجمعة" وضم دعم لبنان الى شعار دعم غزة.
المقاومة في لبنان تقاتل وحيدة وتصمد وحيدة وتحاول وحيدة فك الحصار عن أهلها وحقّها على الأخوة في اليمن أن يكونوا عضداً وسنداً لها، لفك الحصار وفرض انسحاب العدو من الجنوب حتى لا تعود مضطرّة لبدء الحرب ثانية وسط وقائع إقليمية ومحلية ليست لصالحها.
نحن بانتظار الإسناد اليمني.. أطلقوا صواريخكم يا أهل اليمن نيابة عن المقاومة في لبنان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل