بعد تدمير العدو للقدرات العسكرية لسورية... هل يهدم السدود فيها _ حسان الحسن

الأربعاء 18 كانون الأول , 2024 09:03 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتغذى بحيرة طبريا الواقعة بين منطقة الجليل في شمال فلسطين وهضبة الجولان المحتلة في جنوب غرب سورية، من وادي اليرموك في محافظة درعا، على الحدود السورية - الأردنية، في الجنوب السوري، وأكثر مياه هذا الوادي تأتي من التلال السورية، خصوصًا من جبل الشيخ والجولان، إثر ذوبان الثلوج، والذي يتحول إلى شلالاتٍ تصب في وادي اليرموك، ثم تذهب إلى طبريا. وحاولت سورية بناء سدود للمياه في تلك المنطقة، غير أن الطائرات الحربية "الإسرائيلية" كانت تقصف هذه السدود، ولم يتسنَّ لسورية بناء السدود إلا بعد اتفاق "فك الاشتباك" مع العدو "الإسرائيلي" في العام 1974، ومنذ ذلك الوقت شُيدت عشرات السدود في حوران، ومنها "سد الوحدة" الذي يغذي الأردن، وبذلك انحسرت المياه ضمن السدود في حوران، واستخدمت لري الأراضي فيها وفي القنيطرة، ولم يذهب من هذه الثروة المائية إلا ما يفيض من السدود، إلى طبريا. 
لا ريب أن إقامة هذه السدود، هي تشكل مشلكةً كبيرةً للكيان "الإسرائيلي"، كونها تمنع وصول المياه إلى طبريا. راهنًا، أي إثر سقوط النظام السياسي السابق في دمشق، هناك تخوف كبير من أن يقدم الاحتلال "الإسرائيلي" على هدم هذه السدود، كسد زيزون، عابدين، وإبطع وسواها، ويبلغ عددها أربعة عشر سدًا، في محافظة درعا.
وهذا التخوف مردّه إلى "عربدة هذا العدو" في سورية، فهو يسرح ويمرح في الأراضي السورية، من دون حسيبٍ أو رقيبٍ، ولا حتى تنديد، بعد سقوط الدولة السورية، وفكفكة جيشها، لذا ليس بعيدًا أن ينال من ثروتها المائية، على اعتبار أن هذه الدولة ركزّت جهودها في حقبة سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت على بناء السدود، التي بلغت مئة وخمسة وثلاثين سدًا، منها سدود عظيمة، كسد مشقيتا في محافظة اللاذقية، وهو أكبر سدٍ في الشرق الأوسط، الذي أدى إلى تكوين سبع بحيراتٍ، ومجموعة من الجزر الطبيعية الجميلة، وسد تشرين في منبج في محافظة حلب، وسد الطبقة على نهر الفرات، وسواها، فبعد استباحة الأرض، وتفكيك الجيش، وتدمير العدو الإسرائيلي للقدرات العسكرية للقوات السورية، هل تسلم الثروة المائية السورية؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل