الصلاة مشروعة في جميع الشرائع الإلهية

السبت 07 كانون الأول , 2024 07:01 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

 الثبات- إسلاميات

الصلاة ركن أساسي في جميع الأديان السماوية، فرضها الله تعالى في جميع الشرائع الإلهية، ولكنها تختلف من حيث كيفياتها وكمياتها باختلاف الشرائع، فقد كان عدد الصلوات المفروضة على بني اسرائيل خمسين صلاة، أما في شريعتنا فهي خمس ولها أجر الخمسين

وقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أنه أوحى إلى جميع الرسل بإقام الصلاة، وبيَّن اهتمام رسله بأمر الصلاة والتزامهم لها وإلزامهم بها، فقال سبحانه إخبارًا عن خليله إبراهيم وابنه وحفيده وعن لوط عليهم السلام: {ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلةً وكلًا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}

كما أخبر سبحانه عن اسماعيل عليه السلام فقال:{وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة...}الآية يعني أنه كان مؤتمرًا وملازمًا للصلاة وكان يأمر أهله بها وقال تعالى إخبارًا عن الخليل عليه السلام:{ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرَّم ربنا ليقيموا الصلاة} إلى قوله تعالى:{رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريَّتي ربنا وتقبل دعاء} فأخبر سبحانه عن خليله أنه ما أسكن ذريته بوادٍ لا زرع فيه عند البيت المحرم إلا لأجل أن يقيموا الصلاة وأنه دعا مُلحًّا في الدعاء أن يجعله الله تعالى مقيم الصلاة ومن ذريته من بعده مقيمي الصلاة

كما أخبر سبحانه عن قوم شعيب أنهم كانوا يسخرون من صلاة شعيب وملازمته لها بقوله: {قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك أن تترك ما يعبد آباؤنا} الآية

كما أخبر سبحانه عن نجيِّه موسى عليه وعلى نبينا السلام قال له:{فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} وخص الصلاة بالذكر مع أنها داخلة بقوله {فاعبدني} لأنها أهم العبادات وأجمعها وقال تعالى:{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}

وقال تعالى مثنيًا على عبده زكريا بالصلاة وأنه حين نادته الملائكة بالبشارة كان على أكمل الأحوال وهي حالة الصلاة قال تعالى:{فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى...} الآية

وقال تعالى مخبرًا عن عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام:{وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا}

فما خلت شريعة من الشرائع الإلهية عن فريضة الصلاة

روى الترمذي عن الحارث الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: ((إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات أن يعمل بها وأن يأمر بني اسرائيل أن يعملوا بها وأنه -يحيى- كأنه أراد أن يبطئ بها فقال له عيسى عليه السلام: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل أن يعملوا بها فاما تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى عليه السلام: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُّرف فقال يحيى: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن و أن آمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجلٍ اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق وقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدّ إليَّ فكان -العبد- يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيُّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟! وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته مالم يلتفت...)) الحديث 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل