وحدة الساحات ليست ترفاً ــ عدنان الساحلي

الجمعة 06 كانون الأول , 2024 02:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
هاجت جماعة ("إسرائيل" ليست عدوة) بل "جارة"؛ حتى وإن كانت جيرتها لا تختلف عن مجاورة العقارب. هاجوا وماجوا عندما جرى الحديث عن وحدة ساحات المواجهة ضد العدوانية التوسعية الاحتلالية "الإسرائيلية"، وتجاهلوا أن العصابة العالمية الأميركية - الناتوية - الصهيونية والخدمية العربية (خدام أميركا والصهيونية)، موحدة ساحات عدوانيتها وتسلطها على مستوى العالم كله.
تعامى رافضو توحيد الساحات عن مجيء الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن شخصياً، إلى الكيان المحتل لفلسطين؛ وإعلانه بكل صفاقة (وهو الكاثوليكي) أنه صهيوني، جالباً معه وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، الذي أعلن أنه يأتي لفلسطين المحتلة كيهودي أولاً. كما جرّ خلفه عبده وزير الدفاع الأميركي (بغض النظر عن لونه الأسود، بل لأنه من عبيد اللوبي اليهودي في أميركا). وهرع معهم أسطول كبير من البوارج وحاملات الطائرات الأميركية والبريطانية والأوروبية المسجلة على حلف الأطلسي (الناتو). جاؤوا كلهم لحماية الكيان "الإسرائيلي" الدخيل، الذي يحتل فلسطين. ولوقف الهلع الذي أصاب الصهاينة حكومة وجيشاً ومستوطنين، جراء العملية الجريئة (طوفان الأقصى)، التي نفذها المقاومون الفلسطينيون، انطلاقاً من قطاع غزة.
كذلك، تعاموا عن "الفيتو" الأميركي، الذي أسقط قراراً كان يجب أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي، بفرض وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، يوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، التي تجري أمام أعين العرب والمسلمين والعالم أجمع، الذي يتفرج على مجزرة أوقعت أكثر من مائة وخمسين ألفاً بين شهيد وجريح، حتى الآن.
كما تجاهلوا المعلومات التي تفيد بأن الطيران البريطاني والألماني يشاركان طيران الصهاينة في قصف مختلف المناطق اللبنانية، لأن كم الغارات وكثافتها، فوق طاقة طيران الاحتلال لوحده.
كذلك، تجاهلوا أن الطيران الأميركي والبريطاني، يشاركان معاً في العدوان على اليمن، التي تشارك في وحدة ساحات المواجهة ضد عدونا المشترك.
ولأن كثيراً ممن يطلقون الكلام على عواهنه، لا يتصرفون بمسؤولية ولا ينظرون أبعد من أنوفهم، اعتبر كثيرون أن وحدة الساحات سبباً من أسباب المعاناة، مع أنهم يعرفون أن البديل هو الخضوع والذل والاستسلام، الذي يسعى إليه العدوان، طالما أن وحدة ساحات محور المقاومة مفككة؛ وهي ضعيفة أصلا ومحدودة القوى، فيما ساحات الهجوم العدواني الصهيوني، المدعوم من العصابة العالمية التي تقودها أميركا، يضع كامل ثقله وقواه، في حربه على فلسطين ولبنان، ثم ليستكمل هجمته باجتياح سورية من قبل "الميليشيات" الأميركية-الصهيونية، التي ترفع راية الإسلام، فيما علاقاتها العلنية مع العدو "الإسرائيلي"؛ ودعمها الكامل من قبل تركيا العضو في حلف "الناتو"، يدل على هويتها وولاءاتها ومحركيها. 
ولأن عدوك عندما يفرض عليك عدوانه، لتحقيق مشروعه الاحتلالي – التوسعي- الاستيطاني، ضمن طموحه (حدودك يا "إسرائيل" من الفرات إلى النيل)؛ وهو لا يتورع عن التصريح، بأن حدوده الحالية يجب أن تصل إلى صيدا ونهر الأولي؛ وليس فقط إلى نهر الليطاني، تصبح وحدة ساحات المواجهة معه حاجة ملحة وبالغة الضرورة؛ وكل تخلف عن السعي لإيجادها وتحقيقها، يعتبر خيانة وتسهيلا لنجاح العدو في تحقيق أهدافه. ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف، أن تبحث عن الحلفاء وتسعى خلف أي دعم يساعدك في حربك الدفاعية، بل تطمح لأن يقاتل معك هذا الحليف ضد عدوك، خصوصاً عندما يكون صاحب مصلحة مثلك، في التصدي لهذا العدو، الذي يستهدفه بعدوانيته واطماعه التوسعية، مثلما يستهدفك.
في هذه الحالة، تصبح وحدة ساحات المواجهة، جوهر الوطنية والكرامة والسيادة؛ ومن شروط المواجهة الفاعلة. أما اعتبار العدو "الإسرائيلي" جاراً اليفاً لا ضرر منه ولا خطر؛ فهو الخيانة بعينها، كما هو جبن وهروب من واجب الدفاع عن تراب الوطن وشعبه ومصالحه. ولا يمكن اعتبار ذلك وجهة نظر تستحق الاحترام.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل