السيسي.. الذلُّ أكل وجهه ــ الشيخ د. محمود الأحمد القادر

الجمعة 22 تشرين الثاني , 2024 12:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم يكن لمصر وبعض سياسييها حال كهذه؛ يتملقون البنك الدولي من أجل حفنة دولارات يملكونها من خلال أراضيهم المغتصبة من بريطانيا وأميركا وغيرها، ما ينذر بخطر شديد، خطر جاء به ميدان التحرير على أيام "مبارك"، وعاث في مصر فساد طيلة سنوات لينجب "السيسي" الذليل، الذي لا يملك شخصية فذة للقيادة، ولا حنكة سياسية تتماشى مع الخطر الذي يلفه من أميركا وبريطانيا و"إسرائيل"، علماً أنه خرج من كلية عسكرية لأكبر جيش في المنطقة العربية.
مصر كانت عزيزة على أيام بوتيفار، "عزيز مصر"، الذي ذكر في القرآن الكريم كما تقول روايات المفسرين، قال الله في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف: 88]، خرجت من فجوة المجاعة على أيام القحط بفضل سيدنا يوسف الصديق عليه السلام، أعطت القمح لكل زوارها من خارج مصر، حتى أصبح لعزيز مصر صولة وجولة، وأصبح الشعوب في زمانه تتغنى بكرمه وفراسته وشدة ذكائه، وهذا كله بفضل سيدنا يوسف عليه السلام الذي شارك في كل قرار يأخذه عزيزهم، لتبقى مصر هكذا طيلة سبع عجاف تعطي بكرم دون يخل، إلى أن أمطرت وأغدقت من خيرات أرضها من جديد.
اليوم، مصر باتت تفتقد عزيزها، أمام سياسة التجويع التي ينتهجها جيش الاحتلال بحق أهلنا الغزاويين بشكل خاص، والفلسطينيين بشكل عام، دون أن يحرك ذليل مصر ساكناً، ودون أن يحاول أن يدخل ذرة طحين واحدة إلى القطاع الذي لا يفصله شيء عنه إلا معبر الذل الذي وضعه الصهيوني، متغنياً بالسلام الدائم مع الكيان الإرهابي.. لماذا كل هذا الانكسار أيها الذليل؟ أما كان من الأفضل لك أن تدخل التاريخ وتكون إلى جانب أسماء رنانة لازال الناس يذكرونها، كأمثال بوتيفار وعبد الناصر، أم أن الذل غطى عقلك وغلب على أمرك وقادك كما تقاد البغال المسالمة للحراثة وجر الأحمال مقابل حفنة علف زائل؟
مصر باتت تحتاج إلى بوتيفار جديد يعيد لها عزها ومجدها الضائع، وإلى وزير ينظر بعين الحق.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل