أقلام الثبات
يقوم العدو "الإسرائيلي" مدعوماً من امريكا وحلفائها بارتكاب مجزرة الإبادة الجماعية للشيعة في لبنان؛ على مستوى البشر والحجر والتاريخ والجغرافيا، إنها محرقة شيعية وإبادة جماعية ضمن حرب الحضارة والوجود التي أعلنها" نتنياهو" لتغيير معالم الشرق الأوسط سياسياً ودينياً.
بدأت "الهولوكوست" الشيعية بمجازر "البايجر" وأجهزة اللاسلكي واغتيال "السيد الشهيد" وقادة المقاومة.
قد يعترض البعض على استعمال مصطلح "الشيعية" او "الشيعي" لاعتبارات مذهبية، ولعدم الإثارة الطائفية، وعدم حصر الحرب بطائفة وليس الشيعة من حصر الحرب بأنفسهم وبطائفتهم، بل العدو الذي حصر حربه مع الشيعة فقط وبعض الوطنيين وأستبعد منها حتى الفلسطينيين الذين بدأ الشيعة معركتهم إسناداً لهم في غزة ودفعوا الأثمان الكبيرة ولا زالوا.
ان استعمال مصطلح "الشيعية" لكتابة الحقيقة وعدم تزوير الوقائع والتزام الموضوعية والواقعية لقراءة وإظهار ما يجري في لبنان وليس من منطلق "مذهبي" وانما من منطلق سرد الوقائع دون تزوير او تضليل او مجاملة، فإذا كان أكثر من 90 بالمئة من 17,000 شهيد وجريح من الشيعة.
وإذا كان أكثر من 90% من مليون نازح من الشيعة، وإذا كان أكثر من 90% من 40,000 بيت مهدّم ومتضرّر يملكها الشيعة.
وإذا كان 90% من القرى المدمرة ،قرى شيعية..
وإذا كانت كل المقابر المجروفة للموتى الشيعة..
وإذا كانت المطاردة في كل شقة او بيت او قرية او سيارة ودراجة نارية تنحصر بالشيعة!
وإذا كان القصف "الإسرائيلي" على الهوية الشيعية!
وإذا كانت المنطقة العازلة هي منطقة الشيعة!
وإذا كانت كل بيانات التهديد، للعدو "الاسرائيلي" بعدم العودة الى البيوت تنحصر بالشيعة!
وإذا كان التهديد بانتخاب رئيس الجمهورية بدون حضور النواب الشيعة او رئيس المجلس الشيعي!
وإذا كان منع مرافقة الرجال، لعوائلهم المهجرين وعدم الإقامة معهم تنحصر بالشيعة!
وإذا كان مشروع التهجير من لبنان يقول بتهجير الشيعة الى العراق!
وإذا كانت أطماع "إسرائيل" بمياه الليطاني قبل تأسيس الكيان حيث يسكن الشيعة!
وإذا كانت مجازر "إسرائيل" منذ العام 1948 ضد الشيعة!
وإذا كانت كل الاجتياحات "إسرائيلية" ضد الشيعة وليس العكس!
وإذا كانت الشركات العقارية الإسرائيلية تعرض بيع البيوت في المستوطنات الجديدة في القرى والمدن الشيعية في الجنوب!
هل يمكن ان نقول ان المُستهدَف طائفة أخرى؟
هل يمكن ان نقول ان المستهدف كل اللبنانيين؟
يدّعي اليهود بأنهم تعرضوا للمحرقة النازية "الهولوكست" ولا زالوا يستثمرون هذا الادعاء، لكنهم يقومون بالمحرقة الشيعية ويطلقون الأهازيج وهم يدمرون البيوت والمساجد والكنائس ويفجّرون الآبار كما فعلوا ايام النكبة الفلسطينية .
تستمر "الهولوكوست الشيعية" ولا أفق قريب لنهايتها، والغريب ان البعض يريد إعادة الحياة الطبيعية الى لبنان والتخلّص من اثار النزوح وتجميع النازحين اللبنانيين الشيعة في مخيمات كبرى حتى يتم عزلهم وتحييدهم، ليبقى الشيعة ،عرضة للقتل والدمار دون ان يشعر بهم أحد ودون ان يتضرر معهم أحد حتى شعورياً ،وتبرير الموقف ،اخذتم خيار دعم فلسطين وغزة وعليكم ان تتحملوا مسؤولية هذا القرار والخيار!
والسؤال: من يمنع الهولوكوست الشيعي وكيف ومتى؟
لن يُوقف هذه "الهولوكوست" المحرقة والإبادة كلها ،إلا الميدان ورجاله ، فإسرائيل لا تعترف بقرارات دولية او إنسانية، بل تعترف بعدد الجنود القتلى وعدد المستوطنين المهجّرين، فاذا وصلت للحد الذي لا تستطيع تحمّل خسائره، عندها توافق على وقف إطلاق النار !
في الحرب تتغيّر الخطط وفق المراحل والنتائج ولا يمكن لأي جماعه مقاومة ،البقاء على خططها وأدبياتها وشروطها مع تغيّر الظروف والوقائع والبقاء في حالة الجمود السلبي، بل عليها التكيّف وإعادة درس الخيارات والخُطط ،لضمان الانتصار، كحد أقصى وعدم الانهزام وحفظ الوجود كحد أدنى.
لا تراهنوا على قمة عربية تُناشد مجلس الامن... بل الاتكال على الله وعلى رجال الميدان وصمود أهلنا المهجّرين وعلى الحكمة والتعقل والموضوعية والواقعية وتقليل الخسائر بعيداً عن الانفعال والعاطفة .
"الهولوكوست" الشيعية.. والقصف على الهوية ــ د. نسيب حطيط
الثلاثاء 12 تشرين الثاني , 2024 10:38 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة