الثبات- إسلاميات
إن من بعض المسلمين من لا يلقي بالًا إلى ما كُتب على أوراق يريد التخلص منها، فيلقيها على الأرض أو يضعها مع القمامة أو يضعها في مكان مستهان به غير مكرم، وقد يكون مكتوبا عليها شيء من القرآن الكريم أو أحاديث رسول اللهﷺ أو كلام العلماء أو الفقهاء أو أي شيء يخص الدين، وهذا لا يجوز شرعًا إن كان على سبيل الإهمال، وإن كان فعل ذلك على سبيل الاستخفاف فهذا فعل يخرج من الدين، وقد لعن رسول اللهﷺ من فعل مثل هذه الأفعال عندما مرَّ على كتاب في الأرض فقالﷺ لفتى معه: ((ما في هذا))؟
فقال الفتى: فيه بسم الله
فقالﷺ:((لعن الله تعالى من فعل هذا، لا تضعوا بسم الله إلا في موضعه)).
فعلى المسلم أن ينتبه إلى ما كتب على الأوراق وأن يلقي لها بالًا ويعظمها ويكرمها لكي لا يأثم ولا يكون موضع لعنة رسول اللهﷺ
إن تعظيم الله وأسمائه وصفاته وآياته وتعظيم رسول اللهﷺ وكلامه وأحاديثه وأخباره دليل على إيمان المعظم وتقواه يقول الله سبحانه وتعالى:{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
والشعائر: جمع شعيرة، ومنه شعار القوم في الحرب أي: علامتهم التي يتعارفون بها
فشعائر الله هي: معالم دينه، ومواضع عباداته، كالكعبة المعظمة، وبيت المقدس
وجميع مواضع مناسك الحج: كعرفة، والمشعر الحرام، والمزدلفة
وجميع بيوت الله: كالمساجد وتشمل أيضًا الكتب الشرعية والدينية، وعلماء الدين والشريعة، وحفاظ القرآن الكريم
فكل شيء يُذكِّرُك بالله تعالى وبرسولهﷺ ويشعرك بالصلة فيهم هو من شعائر الله تعالى فإياك والمساس بهم بسوء أو مكروه
فتعظيم شعائر الله تعالى من أعظم تقوى القلوب، ومن المعلوم أنه إذا تحقق المسلم بها حملته على تقوى القوالب والجوارح كما أشار النبيﷺ إلى صدره الشريف وقال: ((التقوى ههنا)) ثلاثًا
فالتقوى ليست مجرد كلام ودعوى، بل هي ما صدر عن قلب فيه تعظيم وتكريم ما أمر الله تعالى به