الثبات- إسلاميات
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهﷺ: ((أعظم الناس حقًا على المرأة زوجُها، وأعظم الناس حقًا على الرجل أمه))
يبين لنا النبيﷺ أن أعظم الناس حقًا على المرأة زوجها، فلا ينبغي على المرأة المسلمة أن تقدم على طاعة زوجها وخدمته أحدًا من الخلق ولو أبويها إلا فيما هو حق من حقوقهما الشرعية، فلو أمر الأب أو الأم الزوجة بمعصية الزوج وعدم طاعته تعيَّن عليها شرعًا عدم طاعتهما، لأنه لاطاعة لهما في ذلك
ينبغي على الرجل أن يكون حكيمًا في تصرفاته فيراعي شعور زوجته لأن الله تعالى يقول:{وعاشروهن بالمعروف} فيحسن إلى أهلها ويظهر لهم الحب والاحترام والإكرام فهذا يساعد في تعزيز العلاقة بين الزوجين، لأنه يصبح عند أهلها مكرمًا، ولا سيما في أول العلاقة حيث يكون تعلقها بأهلها أكثر، وإلا إن لم يجد لإكرامه لهم أثرا أونتيجة فعليه الإحسان لهم وعلى زوجته طاعته في كل الأحوال سوى معصية الله تعالى لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ويبين لنا نبيناﷺ في هذا الحديث أن أعظم الناس حقًا على الرجل أمه والوالد بمعناها، فلا ينبغي على الرجل المسلم تقديم طاعة أحدٍ من الخلق فيما ليس حقًا شرعيًا له على طاعة والديه وخدمتهما، وإلا يكون عاقَّاً لهما إذا قصَّر في حقوقهما وقدَّم غيرهما عليهما لأنهم وصية الله يقول الله تعالى:{ووصينا الإنسان بولديه حسنا} ويقول سبحانه:{أن اشكر لي ولولديك إليَّ المصير}
وأيضًا على الرجل أن يكون أكثر انتباها وحكمة في علاقته مع أمه أمام زوجته، فيخصص وقتًا لزيارة وإكرام والديه بمفرده، ووقتًا آخر مع زوجته، لأن النساء يغلبن عليهن العاطفة فقد تغار الأم على ابنها من زوجته عندما ترى اهتمامه بزوجته، وقد تغار الزوجة على زوجها عندما ترى اهتمامه بإمه، ومن هنا أحيانًا تبدأ المشاكل باشتعال نار الغيرة في النفوس، فعندما يخصص لكل منهم وقتًا يلاطفهم فيه ويبالغ بإكرامهم فهذا يشعرهم بأن كل واحد منهم أقرب إليه وعلى الزوجة الصالحة الذكية أن تكون عونًا لزوجها في إكرامه لأهله وأن تكرمهم هي أيضًا.