الثبات ـ دولي
رأت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن "من بين السمات الغريبة للحملة السياسية لعام 2024، هو الافتقار شبه التام إلى التفاهم بين كامالا هاريس، وجو بايدن، ودونالد ترامب، بشأن مسألة إسرائيل والحرب في غزة (والآن لبنان)".
وبحسب ما أوردته المجلة، فإن "التعليقات الأخيرة، التي أدلى بها نائب المرشح الجمهوري جيه دي فانس، والتي تفيد بأن المصالح الأميركية والإسرائيلية لن تتداخل دائماً بصورة مثالية، والتقارير التي تفيد بأن (دونالد) ترامب نفسه طلب إلى (بنيامين) نتنياهو إنهاء الحرب (على غزة) بحلول يوم التنصيب، تشير إلى أن الجمهوريين قد يكونون في الواقع أكثر تقدماً في التفكير في نهجهم تجاه الشرق الأوسط من الديمقراطيين".
وأضافت أنه "قد يزعم البعض أن حملة هاريس تحاول إرضاء الناخبين العرب واليهود في ولايات متعددة، لكن من الناحية التكتيكية فإن الأمر عبارة عن فوضى عارمة".
وأوضحت المجلة الأميركية أنه "في ولاية ميشيغان، حيث يعيش عدد كبير من العرب (وخصوصاً اللبنانيين)، شاركت هاريس نفسها في حملة انتخابية مع ليز تشيني، المؤيدة القوية للحرب في العراق. كما أرسلت الحملة الرئيس السابق، بيل كلينتون، إلى الولاية، بحيث ألقى محاضرة على الناخبين" بشأن مزاعم، مفادها أن "الإسرائيليين ظلوا في المنطقة فترة أطول من وجود الإسلام".
ورأت "فورين بوليسي" أن حملة ترامب "استفادت من هذا الأمر. ففي تجمع انتخابي في ميشيغان، استشهد ترامب بتشيني، مشيراً إلى أن "والدها كان مسؤولاً عن غزو الشرق الأوسط، وقتل الملايين من العرب". كما تواصلت حملته مع "ناشط طُرد من فعالية انتخابية لهاريس".
وأكدت المجلة الأميركية أن "الناخبين الأميركيين من أصل عربي في ميشيغان لا يمتلكون خيارات كثيرة"، مضيفة أن "من المرجح أن تنتهج إدارة ترامب مساراً مماثلاً فيما يتصل بإسرائيل، وأعرب أنصاره ومساعدوه في حملته، مراراً وتكراراً، عن مشاعر عنصرية تجاه المسلمين".
وتابعت: "لكن استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب كبير بين ترامب وهاريس في ميشيغان. وحتى التحولات الصغيرة لمصلحة ترامب، أو بقاء الناخبين في منازلهم، قد يُحدث فارقاً بسهولة"، قبل أن تختم "فورين بوليسي" بطرح السؤال التالي: "هل تحاول حملة هاريس حقاً خسارة ميشيغان؟ يبدو الأمر كذلك بالتأكيد".