"إسرائيل": لا مدنيين من أهل المقاومة! _ د. نسيب حطيط

الإثنين 21 تشرين الأول , 2024 01:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
عندما أعلن نتنياهو "حرب القيامة" بهدف قيامة "اسرائيل الكبرى" التي يسميها الامريكيون "الشرق الاوسط الكبير" واهم قواعد هذه الحرب ان لا مدنيين عند اعدائها، فكل أهل المقاومة هم أهداف عسكرية وكل بيت ومستشفى وسيارة اسعاف او قرض حسن وبئر ماء ومحطة كهرباء وكل شيء يساهم في بقاء أهل المقاومة على قيد الحياة هو مركز عسكري ويجب قصفه.
إن ما تقوم به "اسرائيل" في "حربها الرابعة " على لبنان لا يهدف لإعادة المستوطنين الى الشمال او تأمين الحدود الإسرائيلية، بل لاقتلاع "الشيعة" من لبنان طالما انهم يحملون فكر المقاومة ويعارضون التوطين ودمج النازحين والا سيتعرضون الى حرب إبادة جماعية تخرجهم من ديارهم وتُدمّر بيوتهم وتُحرق ارزاقهم واقتصادهم، ليكونوا عبرة، لكل الذين يعارضون المشروع الأمريكي - "الاسرائيلي".
سيزداد التوحش "الإسرائيلي" بالتدمير والقتل والاحراق، للقضاء على كل موارد الحياة عند اهل المقاومة وسلبهم كل موارد القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والقيادية، وتحويلهم الى جماعة مهمّشة خائفة وفقيرة محطّمة وتحويلهم لطائفة "عبيد إسرائيل" مقابل الطعام والشراب وخدمة المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" وجعلهم بين خيارين اما الاستسلام والخضوع والتبرؤ من كل عمل وفكر مقاوم وإعلان التوبة والاستسلام والا فالموت والاحراق، خصوصاً ألا نصير لهم ولا معين؛ يقاتلون وحدهم ويموتون وحدهم.
اطمأن العدو "الاسرائيلي" وراعيه الأميركي أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون بالشيعة اللبنانيين المقاومين عندما اعلنت إيران انها ضد الحرب وتسعى الى السلام، وهدّدت انها سترد إذا قامت "اسرائيل" بضرب اراضيها او الاعتداء على قادتها ومصالحها والاكتفاء بالتهديد وطلب وقف العدوان عن لبنان وإذا كان لإيران ظروفها الموضوعية التي تمنعها من التدخل العسكري لإسناد غزة اولاً، ولإسناد لبنان ثانيا ،فليس من المنطق تحميل الشيعة اللبنانيين وزر ومسؤولية الدفاع عن فلسطين ولبنان ومحور المقاومة وعن المذهب الشيعي!
يقاتل الشيعة اللبنانيون بشكل اسطوري كجماعة وليس كأفراد، فهم اما مقاتلون في الميدان او شهداء واما نازحون مشتتون ومهجّرون في لبنان والخارج.
يقاتل الشيعة اللبنانيون، والذين لا يتجاوز عددهم المليون، اميركا و"اسرائيل" وحلف "الناتو" وعرب التطبيع وجماعات التكفير وخسروا كل ما جنوه وبنوه منذ خمسين عاماً ودفعوا خلال عام أكثر من 14,000 شهيد وجريح وأكثر من 50,000 منزل ومحل تجاري ومليون نازح، ولا يقيم أي شيعي تحت سقف بيته، ولا زالوا يقاتلون ولن يرفعوا راية الاستسلام.. لكن: إذا لم تتدخل إيران ،إما لوقف الحرب او المشاركة في الميدان، فإن الحرب لن تتوقف، مهما احتاجت "إسرائيل" وأميركا من وقت لتحقيق هدف القضاء على المقاومة وابادة أهلها، لقناعتهما انه إذا انهزمت المقاومة وأهلها في لبنان، فإن القضاء على إيران وبقية محور المقاومة أمر يسير وبسيط، وسيحتاج وقتا أقل مما احتاجه القضاء على المقاومة في لبنان، مما يستدعي تدخلاً إيرانياً سريعاً؛ كما كان الأمر عندما بدأ الاجتياح "الإسرائيلي" عام 1982، حيث بادر الإمام الخميني (رض) لإرسال الحرس الثوري الى لبنان بأقل من شهر، لمساندة المقاومة الفلسطينية ومقاومة الجيش "الاسرائيلي"، وتأسيس "المقاومة الإسلامية"، وكذلك "مؤسسة الشهيد" لرعاية عوائل الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين، مهما كانت مذاهبهم وجنسياتهم.. اما الآن فنقاتل وحدنا، لغاية الآن.
سنصمد ونصبر ونقاوم، سواء انتصر لنا الآخرون وشاركونا القتال ام لم يشاركونا، وسندعو لهم بالأمان..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل